قال البيت الأبيض، الأربعاء 23 أغسطس/آب 2023، إنه تم إطلاع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على حادثة تحطم الطائرة الروسية التي قضى فيها 10 أشخاص، والتي قالت موسكو إن رئيس مجموعة "فاغنر" الروسية للمرتزقة، يفغيني بريغوجين، كان على متنها.
البيت الأبيض أضاف أن "موت بريغوجين لن يفاجئ أحداً"، فيما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "لا أعرف على وجه اليقين ما حدث لكنني لست مندهشاً، ولا يحدث الكثير في روسيا دون أن يكون بوتين وراءه".
يُعد هذا أول تعليق أمريكي على حادثة سقوط الطائرة، وجاء فيما لم يتأكد حتى الساعة الـ20:14 بتوقيت غرينتش موت بريغوجين.
كانت وكالات الأنباء الروسية قد قالت إن طائرة ركاب خاصة تحطمت اليوم الأربعاء، في أثناء رحلة داخلية، مما أسفر عن مقتل كل من كان على متنها، وعددهم 10 أشخاص، وقالت هيئة الطيران المدني الروسية، إن بريغوجين كان اسمه مدرجاً على قائمة ركاب الطائرة.
من جهتها قالت وزارة الطوارئ الروسية في منشور على تطبيق تليغرام: "كان هناك 10 أشخاص على متن الطائرة، من بينهم طاقم من ثلاثة أشخاص. وفقاً للمعلومات الأولية، قضى كلّ الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة".
الطائرة المنكوبة من طراز "إمبراير ليغاسي"، وقد تحطّمت قرب قرية كوجينكينو، في منطقة تفير، شمال غربي موسكو، وأكّدت الوزارة في بيانها، أنها "تقود عمليات بحث".
من جهتها بثت قنوات عديدة على تليغرام، تقول إنها مرتبطة بمجموعة فاغنر، مقاطع فيديو قالت إنها للطائرة المنكوبة، وفي هذه المقاطع يظهر حطام مشتعلة فيه النيران وطائرة تسقط من الجو.
من ناحيتها نقلت "ريا نوفوستي" عن مسؤول في أجهزة الطوارئ، أنه تم العثور حتى الآن في موقع تحطّم الطائرة على جثث ثمانية أشخاص.
وبينما كانت أجهزة الطوارئ تنتشل الجثث من موقع تحطّم الطائرة، كان الرئيس فلاديمير بوتين يلقي كلمة بمناسبة الذكرى الثمانين لمعركة كورسك في الحرب العالمية الثانية.
لم يتطرّق الرئيس الروسي في كلمته، إلى حادث تحطّم الطائرة، مكتفياً بتوجيه تحية إلى الجنود الروس "المخْلصين" الذين "يقاتلون بشجاعة وتصميم" في أوكرانيا.
كان بوتين قد وصف بريغوجين، الملقب بـ"طباخ بوتين"، من دون أن يسمّيه، بـ"الخائن" إثر التمرّد الفاشل الذي قاده زعيم فاغنر ضدّ القيادة العسكرية الروسية في يونيو/حزيران 2023.
خلال ساعات التمرد القليلة استولى رجال بريغوجين على مواقع عسكرية في جنوب روسيا قبل أن يزحفوا باتجاه موسكو، لكن بريغوجين ما لبث أن أوقف زحفه وأنهى تمرده مساء 24 يونيو/حزيران، باتفاق مع الكرملين توسّطت فيه روسيا البيضاء.
ولأسباب لم تتضح، بدا أن زعيم فاغنر ظل يسافر من وإلى روسيا بعد انتفاضته على القيادة العسكرية، حتى إنه شارك بعد أيام قليلة من تمرّده الفاشل، في اجتماع بالكرملين، وعلى الرغم من تمرّده، فقد أفلت بريغوجين من كل الملاحقات القانونية.
كان بريغوجين قد ظهر مساء الإثنين الماضي، في مقطع فيديو نشرته مجموعات قريبة من فاغنر على وسائل التواصل الاجتماعي، قال فيه إنه موجود في إفريقيا ويعمل على "جعل روسيا أعظم في جميع القارات، وضمان مزيد من الحرية في إفريقيا".
كان ذلك أول ظهور لبريغوجين منذ أن قرّر وقف تمرده ضد الحكومة الروسية، وبدا بريغوجين في الفيديو مسلّحاً ويرتدي ملابس عسكرية في منطقة صحراوية.