زار الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، وحدة بحرية، وأشرف على اختبار لصواريخ كروز استراتيجية، وذلك قبيل انطلاق تدريبات عسكرية مشتركة، بين الولايات المتحدة الأمريكية، وكوريا الجنوبية، كانت كوريا الشمالية قد حذرت منها وهددت بأنه سيكون لديها رد على ذلك.
بحسب وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، فإن كيم تفقّد أحد أساطيله في البحر الشرقي المعروف أيضاً باسم بحر اليابان، وتابع استعدادات أفراد الطاقم لتدريبات على إطلاق "صواريخ كروز استراتيجية".
الوكالة أشارت إلى أن التدريبات "هدفت للتأكيد مجدداً على الوظيفة القتالية للسفينة وخصائص نظامها الصاروخي وجعل البحارة ماهرين في تنفيذ المهمة الهجومية في حرب فعلية".
أضافت الوكالة أن كيم جونغ تعهّد من على ظهر السفينة بدعم البحرية "بفاعلية قتالية معززة وبكامل المعدات الحديثة للقدرات الهجومية والدفاعية من سطح الماء ومن أسفله"، وأضاف: "سنضع محفزات لتحديث الأسلحة والمعدات البحرية، بما في ذلك بناء سفن حربية قوية وتطوير منظومات الأسلحة التي تعمل على متن السفن وتحت الماء".
لم تذكر الوكالة متى تمت هذه الزيارة، ولم تقدم تفاصيل إضافية عن نوع الصواريخ التي أطلِقت، غير أنها أشارت إلى أنها "أصابت أهدافها بسرعة بلا أي خطأ"، لكن كوريا الجنوبية اعتبرت أن تقرير الوكالة الكورية الشمالية "مبالغ فيه ويحتوي على العديد من المغالطات عن الحقيقة".
في هذا الصدد، قال رئيس الأركان المشتركة في سيول في بيان، إن "كلاً من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تراقبان أي مؤشرات ذات صلة، والتي رصدناها مسبقاً، في الوقت الفعلي".
تدريبات أمريكية كورية
يأتي الإعلان الكوري الشمالي قبل مناورات "درع الحرية أولتشي" السنوية الواسعة النطاق، بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والتي انطلقت الإثنين 21 أغسطس/آب 2023، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
تستمر هذه المناورات الهادفة إلى التصدي للتهديدات الكورية الشمالية المتزايدة، حتى 31 أغسطس/آب، وتعتبر بيونغ يانغ هذه المناورات المشتركة بمثابة استعداد لغزو أراضيها، وحذرت مراراً من أن ردها سيكون "ساحقاً".
من جانبه، قال الجيش الكوري الجنوبي، إن التدريبات ستجرى هذا العام على "أكبر نطاق على الإطلاق"، إذ جرى تعبئة عشرات الآلاف من القوات من كلا الجانبين، وكذلك بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
بدوره، قال الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول إن التدريبات تشمل عدة سيناريوهات طوارئ، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية والإرهابية والهجمات بمسيرات وحملات التضليل من الشمال.
كانت الشرطة الكورية الجنوبية قد أعلنت، الأحد 20 أغسطس/آب 2023 أن قراصنة إلكترونيين يشتبه بأنهم كوريون شماليون، حاولوا اختراق حسابات لأفراد كوريين جنوبيين يعملون في مركز المحاكاة الخاص بالمناورات العسكرية المشتركة.
غير أن هيئة أركان القوات الكورية الجنوبية أكدت أن "جيشنا سيواصل الحفاظ على تأهب حازم.. إجراء مناورات وتدريبات مشتركة بكثافة ودقة عالية، والقدرة على الرد بشكل ساحق على أي استفزازات من جانب كوريا الشمالية".
يأتي الإعلان عن اختبار صواريخ كروز أيضاً، بعد أيام على استقبال الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في كامب ديفيد.
فخلال مؤتمر صحافي عُقد يوم الجمعة الفائت، أعلن القادة بدء "حقبة جديدة" من التعاون الأمني الثلاثي الوثيق بعد القمة، لم يكن وارداً حتى وقت قريب بسبب إرث الاحتلال الياباني القاسي لشبه الجزيرة الكورية بين عامي 1910 و1945.
كانت هذه المرة الأولى التي يلتقي فيها قادة الدول الثلاث في قمة منفصلة، وليس على هامش حدث أكبر، وكانت الصين الموضوع الرئيسي، وناقش القادة أيضاً كوريا الشمالية.
خلال القمة، اتفق بايدن ويون وفوميو كيشيدا على خطة لسنوات عدة لإجراء تدريبات عسكرية منتظمة في جميع المجالات تمضي أبعد من تدريبات لمرة واحدة رداً على كوريا الشمالية، وأعلنوا عن "التزام للتشاور" في حال نشوب أزمات، كما أكد الرئيس الأمريكي إقامة خط تواصل مباشر.
من جانبه، قال الأستاذ في جامعة أوها في سيول، ليف إريك إيزلي، إن "تعميق التعاون الثلاثي بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية يمكن أن يشجع أيضاً على دبلوماسية مع بيونغ يانغ من خلال دفع الصين للضغط على كوريا الشمالية من أجل العودة إلى المحادثات".
أضاف أوها "إلى أن يحدث ذلك سيواصل نظام كيم تصعيد تهديداته النووية وإطلاق صواريخ".