قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين 21 أغسطس/آب 2023 إن ارتفاع التضخم في تركيا أمر مؤقت، وإن الحكومة تناقش خطوات لمواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة، بينما حث منظمة الأمم المتحدة على توفير الاحتياجات الإنسانية في جزيرة قبرص بدلاً من زعزعة الاستقرار بالجزيرة.
أردوغان أضاف عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، أن بعض المؤشرات الاقتصادية تُظهر تحسناً، وطلب من الشعب التركي التحلي بالصبر والإيمان بالحكومة.
وارتفع التضخم بتركيا في يوليو/تموز إلى 47.8%، ومن المتوقع أن يصل إلى نحو 60% بحلول نهاية العام، بسبب زيادات ضريبية وانخفاض قيمة الليرة التركية مقابل العملات الأخرى.
أردوغان يراهن على فريقه الاقتصادي
وخلال رحلة عودته من المجر الأحد، أكد الرئيس التركي قدرة فريقه الاقتصادي على خفض معدل التضخم في بلاده إلى ما دون عتبة الـ10%، معتبراً أن على الأتراك أن يثقوا بقدرة حزب العدالة والتنمية الذي يقوده، على تكرار ذلك.
وكان الفريق الاقتصادي التركي قد عقد في الرابع من أغسطس/آب الجاري، أول اجتماع له مع المستثمرين الدوليين، حيث كان موضوع زيادة أسعار الفائدة لمواجهة التضخم المتصاعد مصدر قلق كبير لكل الأطراف.
وأظهر برنامج الاجتماع، الذي عُقد في إسطنبول لمدة ثماني ساعات، أن المحادثات تتركز على السياسة النقدية والآفاق الاقتصادية التي يمكن توقعها من قبل محافظة البنك المركزي حفيظة غاية أركان، وأيضاً السياسة المالية من قبل وزير المالية محمد شيمشك.
"لا لزعزعة الاستقرار بقبرص"
من جانب آخر، حث الرئيس التركي، عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، منظمة الأمم المتحدة على حل الاحتياجات الإنسانية في جزيرة قبرص بدلاً من زعزعة الاستقرار بالجزيرة المنقسمة منذ عام 1974.
وقال الرئيس أردوغان: "لا يمكن القبول أبداً بتدخل جنود قوات حفظ السلام الأممية على أراضي خاضعة لسيادة جمهورية شمال قبرص التركية"، مضيفاً أن "تدخُّل بعثة السلام الأممية ضد القرويين (في قبرص التركية) ثم الإدلاء بتصريحات مؤسفة أخلا بحيادها وألحقا الضرر بسُمعتها".
كما شدد على أن "محاولة منع القبارصة الأتراك من الوصول إلى وطنهم خطوة غير قانونية ولا إنسانية"، مؤكداً في الوقت ذاته، أن "على الأمم المتحدة المساهمة في توفير الاحتياجات الإنسانية لجميع الأطراف بقبرص بدلاً من السلوك المزعزع للاستقرار".
والجمعة، حاول جنود قوة حفظ السلام الأممية عرقلة مشروع بناء طريق بيله ـ يغيتلر، قبل أن تتدخل القوات الأمنية لجمهورية شمال قبرص التركية.
ووفق وزارة خارجية قبرص التركية، فإن مشروع الطريق تم إعداده لأسباب إنسانية بحتة بهدف توفير وصول سهل من بلادها إلى قرية بيله الواقعة على الخط الأخضر الخاضع لسيطرة الأمم المتحدة.
تجدر الإشارة إلى أن قرية بيله تتبع إدارياً قبرص التركية، ويسكنها قبارصة أتراك وروم، وتسري فيها قوانين الجانبين التركي والرومي.
وتعاني قبرص منذ عام 1974، انقساماً بين شطرين؛ تركي في الشمال ورومي بالجنوب، وفي 2004 رفض القبارصة الروم خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة.
ومنذ انهيار محادثات إعادة توحيد قبرص التي جرت برعاية الأمم المتحدة في سويسرا خلال يوليو/تموز 2017، لم تجر أي مفاوضات رسمية بوساطة أممية لتسوية النزاع في الجزيرة.