تواجه إحدى أقارب الملك تشارلز تساؤلات بعد ترتيب رحلة على متن طائرة خاصة وعطلة سفاري فاخرة لأوليغ ديريباسكا، الأوليغارشي الروسي الذي كان يُعرَف سابقاً بأنه رجل الصناعة المفضل لدى بوتين، في الوقت الذي كان يخضع فيه لعقوبات أمريكية، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، السبت 19 أغسطس/آب 2023.
حيث استضافت ألكسندرا "ليكسي" باوز ليون، وهي أرستقراطية بريطانية بارزة مقيمة في نيويورك ووالدها هو ابن عمومة من الدرجة الثالثة للملك تشارلز، رحلة استجمام للملياردير الروسي في محمية طبيعية بكينيا في فبراير/شباط 2021. وكانت الولايات المتحدة قد عاقبت ديريباسكا بسبب علاقاته مع الكرملين قبل ذلك بثلاث سنوات.
اقرأ أيضاً
في ماذا تورطة قريبة الملك تشارلز؟
رتبت ليكسي الرحلة بصفتها المديرة الخيرية في Space for Giants USA، الفرع الأمريكي لجمعية خيرية للأفيال مُسجَّلة في بريطانيا، والتي من بين داعميها أمير ويلز، الأمير ويليام. وقد استضافت حفلات لجمع التبرعات في قصري كنسينغتون وكلارنس الملكيين.
فيما أمضى ديريباسكا (55 عاماً)، المتهم بجمع ثروته من الابتزاز والاستغلال والأمر بقتل منافس، ثلاثة أيام في مشاهدة الأسود والفهود والفيلة في مزرعة سويان وما حولها، حيث قضى رحلة سفاري "نقية وخاصة" في مقاطعة لايكيبيا، شمال كينيا. ولا يمكن إجراء رحلة هناك إلا بدعوة فقط.
سافر ديريباسكا من موسكو إلى نيروبي على متن طائرته الخاصة قبل الصعود على متن طائرة استأجرتها المؤسسة الخيرية، ومملوكة لمايكل سبنسر، الملياردير السابق أمين صندوق حزب المحافظين عضو مجلس اللوردات.
رافق ديريباسكا حارسه الشخصي، وكبير الخدم والمدير التنفيذي في شركة Rusal، عملاق الألمنيوم المدعوم من الكرملين، التي شارك في تأسيسها والتي تُعَد المصدر الأصلي لثروته البالغة 3.2 مليار دولار.
اقرأ أيضاً
عقوبات قاسية للمخالفين
قال اللورد سبنسر إنه لم يعلم بالواقعة إلا عندما اتصلت به صحيفة The Sunday Times، موضحاً أنه يُؤجِّر طائرته عبر "شركة تأجير طائرات كينية مستقلة" ولا يطلع على تفاصيل الركاب.
فيما تحظر وزارة الخزانة على المواطنين الأمريكيين أو المقيمين أو الكيانات الأمريكية المشاركة في المعاملات المالية وغيرها من المعاملات مع "الرعايا المرصودين في قوائمها".
كما يُعرِّض المخالفون لهذا الحظر أنفسهم للسجن لمدة تصل إلى 30 عاماً. وتنطبق العقوبة نفسها على الشخص الخاضع للعقوبات الذي يتعامل مع أفراد أمريكيين.
يصف الموقع الإلكتروني للمؤسسة الخيرية، Space for Giants USA، قريبة الملك تشارلز، ليكسي باوز ليون، بأنها عضو في فريقها بالولايات المتحدة، بينما يوضح ملفها الشخصي على LinkedIn أنها تشرف على "استراتيجية جمع التبرعات الخاصة بمؤسسة Space for Giants USA".
حيث قال ماكس غراهام، مؤسس للمؤسسة Space for Giants USA ورئيسها التنفيذي، الذي رحب بديريباسكا في كينيا: "ما يمكننا قوله هو أنَّ Space for Giants ولا أي من الكيانات التابعة لها ولا أنا ولا ليكسي باوز ليون قد انتهكنا العقوبات عن قصد أو عمد".
الشركة تبرر تلقيها للأموال
فيما أكدت مؤسسة Space for Giants USA تلقي أموال من ديريباسكا بعد فرض العقوبات الأمريكية، لكنها قالت إنَّ الأموال مودعة ضمن عملياتها في المملكة المتحدة وليس في الولايات المتحدة.
لكنها أردفت أنها تلقت هذه الأموال قبل عامين من فرض المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا وأستراليا عقوبات على ديريباسكا على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.
بينما حذرت المخابرات الغربية من أنشطة الأوليغارشية الروسية في إفريقيا، حيث ظلت معظم الدول محايدة بشأن الغزو الأوكراني وحيث يمكن لرجال الأعمال المرتبطين ببوتين السفر بحرية.
لطالما نفى ديريباسكا ادعاء أنه أمر بارتكاب جريمة قتل، أو أنه متورط في جرائم منظمة. ولم يرد على الأسئلة المتعلقة برحلة كينيا.
فيما أصدر متحدث باسم ديريباسكا بياناً قال فيه: "يجد ديريباسكا أنه من المثير للاشمئزاز تماماً كيف يبذل الصحفيون جهوداً هائلة في اختلاق هراء من العدم، كل ذلك بينما تستمر المآسي الحقيقية في الظهور بأوكرانيا. وهذا السعي المتهور وراء الإثارة الرخيصة وسط الكوارث الإنسانية الفعلية يثير شكوكاً خطيرة حول دقة البصر الفكرية والأخلاقية للصحافة".