أفادت صحيفة واشنطن بوست، الخميس 17 أغسطس/آب 2023، نقلاً عن وثائق، أن روسيا تحرز تقدماً مطرداً نحو هدفها لإنتاج كميات كبيرة من أحد طرُز الطائرات المسيرة الهجومية الإيرانية التي يمكن أن تحلّق لأكثر من ألف ميل وتستهدف مدناً أوكرانية.
ووفقاً للوثائق، فإن موسكو تعمل على نسختها الخاصة من المسيرة شاهد-136، رغم التأخيرات والعقوبات التي تؤثر على توريد قطع الغيار المطلوبة من دول أخرى.
وحصلت الصحيفة على الوثائق من مصدر قالت إنه شارك في العمل بمنطقة ألابوجا الاقتصادية الخاصة بجمهورية تتارستان، لكنه يعارض الغزو الروسي لأوكرانيا.
6 آلاف مُسيرة
ووفقاً للوثائق، فإن روسيا تستهدف تصنيع 6 آلاف طائرة بدون طيار محلياً بحلول صيف 2025، وهو ما يكفي لعكس النقص المزمن للجيش الروسي في المركبات الجوية غير المأهولة، أو الطائرات بدون طيار، على خط المواجهة.
الصحيفة أشارت إلى أنه إذا نجح هذا المصنع الجديد للطائرات بدون طيار، فيمكن أن يساعد روسيا في الحفاظ على إمداداتها المتضائلة من الذخائر الدقيقة، وإحباط جهود أوكرانيا لاستعادة الأراضي المحتلة، وتعزيز مكانة موسكو بشكل كبير في سباق التسلح بالطائرات بدون طيارٍ الذي يعيد تشكيل الحرب الحديثة.
ويرى باحثون في معهد العلوم والأمن الدولي الأمريكي، طلبت منهم الصحيفة مراجعة الوثائق السرية، أن إنتاج المسيرات في المصنع يتأخر بواقع شهر عن الخطة التي رسمتها موسكو، مرجحين أن لا يستطيع المصنع إنتاج الكمية المطلوبة بحلول عام 2025.
مع ذلك، قال مفتش سابق للأسلحة في الأمم المتحدة، يقود فريق البحث الذي تولى النظر في تلك الوثائق، إن هدف موسكو أصبح لا يتعلق بإنتاج المسيرات فقط، وإنما بتطويرها أيضاً، وبالتالي فإن كمية المسيرات التي سيتم إنتاجها ستتجاوز قدرات المسيرات الإيرانية.
وأوضح فريق البحث الذي طُلب منه مراجعة الوثيقة، أنها "تبدو حقيقية، لأنها تتناول بتفصيل كبير قدرات الإنتاج وخطط وعمليات التصنيع، وكذلك خطط التمويه".
ومع ذلك، وجد فريق البحث أن المشروع يواجه تحديات تتعلق بقدرته على الوصول إلى مستويات التوظيف المطلوبة، لكنه حذر من أن روسيا قد تكون قادرة على التغلب على تلك الصعوبات.
ويعتقد المسؤول عن الفريق البحثي، أنّ "لدى روسيا طريقة معقولة لبناء قدرة هجومية كبيرة خلال العام المقبل، ويمكنها الانتقال من إطلاق عشرات الطائرات المسيرة ضد أهداف أوكرانية، إلى الهجوم بشكل منتظم بمئات منها".
وأشار إلى أن الكشف عن السجلات يجعل من الصعب على إيران، التي أعلنت بشكل علني أنها محايدة في الحرب، أن تدعي أنها لا تساعد موسكو في تطوير القدرة على تصنيع الطائرات بدون طيار في المنطقة.
وتقر إيران بإرسال طائرات مسيرة إلى روسيا، لكنها سبق أن ذكرت أنها أرسلتها قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
وتنفي روسيا استخدام قواتها للمسيرات الإيرانية في أوكرانيا، إلا أن الرئيس فلاديمير بوتين دعا إلى زيادة الإنتاج المحلي للمسيرات. وقال في أبريل/نيسان، إن قيمة صناعة الطائرات المسيرة في روسيا قد تتجاوز قريباً 20 مليار دولار.
وفرضت واشنطن عقوبات على كل من روسيا وإيران شملت كيانات وأفراداً على صلة بتصنيع المسيرات، من بينهم مسؤولون تنفيذيون إيرانيون في شركة للصناعات الدفاعية.