لقي سائق شاحنة مصري مصرعه على الحدود المصرية السودانية، الإثنين 14 أغسطس/آب 2023 ليلحق بـ14 سائقاً آخرين لقوا حتفهم على مدار 15 يوماً، بعدما علقوا في المعابر الحدودية بين الدولتين، نتيجة تعطل حركة الشحن والتفريغ، بحسب مصادر كشفت تفاصيل الحادث لموقع "مدى مصر" الإلكتروني.
الموقع قال إن مصدرين بنقابتي "النقل البري" و"النقل والمواصلات"، أشارا إلى أن المصير نفسه يهدد 4 آلاف سائق لا يزالون عالقين حتى اﻵن دون استجابة حكومية لاستغاثاتهم.
تكدس شاحنات مصرية على حدود السودان
على مدار نحو شهرين وحتى اليوم تكدست شاحنات نقل بضائع مصرية على جانبي معبري "قسطل" و"أرقين" البريين بين مصر والسودان، في انتظار المرور إلى اﻷراضي السودانية لتسليم شحنات تتضمن سلعاً غذائية متنوعة، و"أسمنت"، حسبما قال مصدر بنقابة العاملين بالنقل والمواصلات لـ"مدى مصر".
هذا التكدس في ظل درجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية، وعدم توافر مياه أو ثلج للحفاظ على الأدوية التي يحتاجها أصحاب الأمراض المزمنة، أدى إلى وفاة 11 سائقاً مصرياً داخل الحدود السودانية، فيما توفي أربعة سائقين داخل الحدود المصرية. وعادت جثث المتوفين جميعاً إلى مصر خلال الأيام الماضية، باستثناء جثتين دُفنتا في السودان بسبب تدهور حالتهما سريعاً في ظل ارتفاع درجات الحرارة، بحسب مصدر نقابة النقل البري.
تصاريح دفن ستة من السائقين العالقين، اطلع عليها "مدى مصر"، ذكرت أن الوفاة كان سببها "جلطة حرارية والتهاب في أغشية الدماغ".
مصدر نقابة النقل والمواصلات أشار إلى أن ميناء قسطل البري يشهد حالياً تكدس أكثر من 1500 شاحنة، في طابور يمتد نحو 40 كيلومتراً في الجانب المصري وحده، فيما تتكدس 2500 شاحنة أخرى في معبر أرقين، في منطقة غير مجهزة بأي خدمات أو ساحات انتظار أو حتى منافذ لشراء المياه.
دعوات مصرية لوقف إطلاق النار في السودان
جدير بالذكر أن وزير الخارجية المصري سامح شكري، قد سبق أن دعا في أغسطس/آب 2023 طرفي النزاع في السودان، إلى "وقف إطلاق نار فوري"، مشيراً إلى وجود "ضبابية تامة في مسار العملية السياسية بالبلاد".
جاء ذلك في كلمة له في اجتماع بتشاد، هو الأول للآلية الوزارية المنبثقة عن "قمة القاهرة لدول جوار السودان"، وفق ما نقلته قناة "القاهرة" الإخبارية (خاصة).
وفي 13 يوليو/تموز 2023 استضافت القاهرة قمة دول جوار السودان لبحث تداعيات الأزمة السودانية المندلعة اشتباكاتها المسلحة منذ أبريل/نيسان الماضي.
وقال شكري في كلمته: "أبناء الشعب السوداني يعيشون يومياً تحت دوي المدافع وحجم المعاناة الإنسانية يزداد يوماً بعد يوم".
ودعا وزير خارجية مصر في كلمته، "طرفي النزاع في السودان إلى وقف إطلاق نار فوري، مشيراً إلى وجود "ضبابية تامة في مسار العملية السياسية بالسودان".
وعبر عن أمله "في القيام بإجراءات فورية من دول الجوار لمساعدة السودان وأن يعمّ السلام من جديد ربوعه كافة".
وأكد أن "مصر لم تدخر جهداً بخطوات عملية لتحقيق لمّ الشمل السوداني، وحرصت على تيسير التواصل لبلورة رؤية متكاملة بالبلاد". وأضاف وزير خارجية مصر: "نبحث تصوراً محدداً لحل الأزمة بالسودان ورفع المعاناة، كما نبحث رؤية تنفيذية لمعالجة مسببات الأزمة في السودان"، وفق المصدر ذاته.
بحث مقترحات عملية لإنهاء الحرب في السودان
إلى جانب مصر، شارك في قمة دول جوار السودان، التي انعقدت في القاهرة الشهر الماضي، رؤساء دول وحكومات ست دول هي جمهورية إفريقيا الوسطى، وتشاد، وإريتريا، وإثيوبيا وليبيا وجنوب السودان.
إضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي وأمين عام جامعة الدول العربية، فيما لم تتضح أسماء الدول المشاركة في اجتماع اللجنة الحالي.
في حين عقد أول اجتماع وزاري لقمة دول جوار السودان، في العاصمة التشادية ندجامينا، وبحث الاجتماع وضع مقترحات عملية تمكن رؤساء الدول والحكومات المجاورة للسودان من التحرك الفعال للتوصل إلى حلول تضع نهاية للأزمة الحالية.
جدير بالذكر أنه ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.