قال رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الأحد 13 أغسطس/آب 2023، إن توقيع اتفاق تطبيع مع السعودية بالشكل المطروح يقود لـ"سباق تسلح نووي" في الشرق الأوسط، ويعرّض وجود بلاده "للخطر"، لاسيما أن جزءاً من الاتفاق يسمح للمملكة بتخصيب اليورانيوم على أراضيها.
جاء ذلك في مقابلة مع إذاعة 103FM التابعة لصحيفة "معاريف" العبرية، بثتها صباح الأحد، على وقع تقارير إسرائيلية تفيد باشتراط السعودية إقامة محطة مدنية للطاقة النووية، لتطبيع العلاقات مع تل أبيب بوساطة أمريكية، فيما لم يصدر على الفور عن الرياض تعليق على تلك التقارير.
غير أن السعودية اشترطت في أكثر من مناسبة حل القضية الفلسطينية أولاً، قبل أي عمليات تطبيع مع إسرائيل.
رئيس المعارضة الإسرائيلية أوضح أن مشكلة الاتفاق مع السعودية بأن جزءاً منه يسمح بتخصيب اليورانيوم على التراب السعودي، ولا يمكن لإسرائيل الموافقة على ذلك بأي حال من الأحوال.
كما أضاف: "ماذا سنفعل إذا قال السعوديون بعد عامين إنهم لا يريدون الإشراف (الدولي على البرنامج النووي)؟ أنا أؤيد بشدة التوصل إلى اتفاق مع السعودية، لقد تحركت بشأنه واتخذت الخطوات الأولى. سأدعم أي اتفاق مع السعودية لا يشمل تخصيب اليورانيوم".
وشغل لابيد منصب وزير الخارجية الإسرائيلي بين يونيو/حزيران 2021 إلى ديسمبر/كانون الأول 2022، كما أنه شغل منصب رئيس الوزراء مطلع يوليو/تموز 2022 بعد استقالة نفتالي بينيت، حتى نهاية العام نفسه.
ومضى رئيس المعارضة يقول: "لا تستطيع إسرائيل الموافقة على تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية، والأمريكيون يعرفون ذلك. سيؤدي هذا على الفور إلى سباق تسلح نووي في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهذا من شأنه أن يعرض وجود دولة إسرائيل للخطر".
"التطبيع مسألة وقت فقط"
والخميس، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن تطبيع العلاقات مع السعودية "في متناول اليد"، مشيراً إلى أن الأمر "مسألة وقت فقط".
وأضاف كوهين، أن الوصول لاتفاق مع السعودية "يصب في مصلحة الولايات المتحدة"، موضحاً أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن "تريد إنجازاً سياسياً قبل الانتخابات الرئاسية في عام 2024".
وأردف: "الأمريكيون مهتمون بالاقتصاد، ووجود اتفاق بين الولايات المتحدة والسعودية من شأنه أن يخفض تكاليف الطاقة".
ولم تعلق السعودية أو الولايات المتحدة على تصريحات كوهين.
السعودية قلقة بشأن تطبيع كامل مع تل أبيب
يأتي ذلك بينما يشعر المسؤولون في السعودية بقلق بشأن موضوع التطبيع مع إسرائيل بشكل كامل، أو إجراء اتفاق مع الحكومة الحالية المتشددة، وفق ما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في تقرير لها، الأربعاء 9 أغسطس/آب 2023، وأوضحت أن موقف الرياض يأتي رغم ترويج أمريكا لاتفاق مع الرياض بشأن التطبيع.
الصحيفة قالت إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عبّر لمستشاريه عن "عدم استعداده التطبيع مع إسرائيل بشكل كامل، وإنه ليس حريصاً على التوصل إلى اتفاق مع الحكومة المتشددة الحالية، التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"، بحسب ما نقلته عن تحليل نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
فيما نوه مسؤولون أمريكيون إلى أن أسلوبهم في تحقيق تقارب بين المملكة وإسرائيل لا يعتمد على نهج "تحقيق كل الشروط أو انعدام الاتفاق"، وأنهم يركزون على خطوات مؤقتة لتحقيق التقارب نحو التطبيع مع إسرائيل بشكل كامل.