تواجه سويلا برافرمان، وزيرة الداخلية البريطانية، ضغوطاً لإلغاء خطط إيواء طالبي اللجوء في بارجة بعد إخراج 39 شخصاً منها عقب اكتشاف بكتيريا يحتمل أن تكون قاتلة في شبكة المياه، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، 11 أغسطس/آب 2023.
إذ أعربت الحكومة عن قلقها إزاء أن يكون للشركات المتعاقدة معها سابق معرفة بوجود آثار لبكتيريا الفيلقية في بارجة بيبي ستوكهولم، يوم الإثنين 7 أغسطس/آب، حين صعدت أول دفعة من طالبي اللجوء إلى السفينة الراسية في بورتلاند بمدينة دورست.
فيما أكد المسؤولون أن وزارة الداخلية لم تعلم بأمر اكتشاف البكتريا حتى يوم الأربعاء 9 أغسطس/آب، حين أمرت السلطات بإجراء مزيد من الفحوصات.
وحتى الآن، لم تثبت إصابة أي من الأشخاص الموجودين على البارجة بالمرض، لكن ظهور الأعراض قد يستغرق حوالي 16 يوماً.
رسالة مسربة
بينما تُظهر رسالة مسربة من وزارة الداخلية اطلعت عليها صحيفة الغارديان، أنه قيل لطالبي اللجوء إنهم سيخضعون للفحص إذا ظهرت عليهم مجموعة من الأعراض مثل السعال الجاف والتشوش والإسهال.
إلى ذلك، قالت مصادر وزارة الداخلية إن فحوصات الفيلقية أُجريت في 25 يوليو/تموز. وأظهرت الفحوصات آثاراً محدودة منها يوم الإثنين، بعد نقل أول دفعة من طالبي لجوء إلى البارجة، ومن المفهوم أن إحدى الشركات التي تعاقدت معها الحكومة قد أُخبرت بهذه المخاوف.
المصادر ذاتها أوضحت أن وزارة الداخلية علمت لأول مرة باكتشاف آثار هذه البكتريا يوم الأربعاء، وأمرت بإجراء مزيد من الفحوصات يوم الخميس 10 أغسطس/آب.
وأكدت هذه المصادر أن وزارة الداخلية أرسلت ستة أشخاص آخرين إلى البارجة يوم الخميس، ولكن بعد التشاور مع هيئة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، أُخرج هؤلاء الأشخاص مساء ذلك اليوم، وأُخرج جميع الأشخاص الآخرين يوم الجمعة 11 أغسطس/آب.
وقد يُصاب الأشخاص بمرض رئوي، مثل داء الفيالقة أو حمى بونتياك، إذا استنشقوا قطيرات من المياه في الهواء الذي يحتوي على هذه البكتيريا.
الداخلية تجاهلت التحذيرات
من جانبها، قالت كارالين باركس، عمدة بورتلاند، إنها صُدمت حين علمت أن هذه الفحوصات الأساسية التي تجريها المجالس كل يوم لم تتم في الوقت المناسب، مضيفة: "أنا في حالة ذهول من انعدام كفاءة هذه الحكومة، قيل لنا إن كل هذه الفحوصات قد تم إجراؤها".
في السياق، قال مساعد الأمين العام لهيئة الإطفاء، بن سيلبي، إن الحكومة تجاهلت مخاوف الهيئة بشأن الصحة والسلامة. موضحاً: "نقابة رجال الإطفاء حذرت وزيرة الداخلية من أن احتجاز المهاجرين بالقوة على هذه البارجة يمثل خطراً كبيراً على الصحة والسلامة".
وأضاف: "أرسلنا خطاباً إلى سويلا برافرمان منذ أكثر من أسبوع، لنطالب بعقد اجتماع لمناقشة هذه القضايا، لكننا لم نتلقَّ أيَّ رد على هذا الخطاب".
صفقة البارجة
في غضون ذلك، قالت نيكولا ديفيد، من منظمة One Life to Live غير الحكومية: "عدد كبير جداً من الشركات الخاصة شاركت في صفقة البارجة وهي لا تتمتع بخبرة في توفير الإقامة لطالبي اللجوء. وللأسف كان طالبو اللجوء اليوم آخر من يعلم بما يجري، كانت هذه فكرة سويلا برافرمان، ولكن حين يُطلب منها إجابات عن أسئلة عن الخطأ الذي حدث تختفي دون أثر".
وقال متحدث باسم المنظمة الخيرية Freedom from Torture: "على هذه الحكومة أن تتوقف فوراً عن إجبار اللاجئين على هذه الإقامة غير الآمنة وغير الكريمة، وأن تركز جهودها على إعادة بناء نظام يتسم بالرحمة والكفاءة، يحمي الأشخاص الفارين من التعذيب والاضطهاد".
من جهته، قال متحدث باسم منظمة Stand Up to Racism Dorset إن النشطاء يتجهون إلى الميناء للاحتجاج على معاملة وزارة الداخلية لطالبي اللجوء. وقال: "هذا مثال آخر على انعدام كفاءة ولا إنسانية وزارة الداخلية".