قال مسؤولون في هاواي الخميس 10 أغسطس/آب 2023، إن حرائق الغابات على جزيرة ماوي تسببت في مقتل ما لا يقل عن 53 شخصاً، وإن عدد الضحايا مرشح للارتفاع، مشيراً إلى أن إعادة إعمار البلدة سيتطلب سنوات عديدة ومليارات الدولارات، فيما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الحرائق التي شهدتها الجزيرة "كارثة كبرى".
حاكم جزيرة ماوي جوش جرين قال إن النيران التي دمرت لاهاينا هي أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ الولاية، إذ تسببت في تشريد الآلاف وتدمير ألف مبنى، وتابع في مؤتمر صحفي: "سيستغرق إعادة بناء لاهاينا العديد من السنوات". وبدأ المسؤولون في وضع خطة لإيواء المشردين في الفنادق والمباني السياحية، كما بدأ تحويل أموال اتحادية لدعم جهود التعافي إلى جانب تدفق إمدادات ومعدات.
ويقول العلماء إن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان باستخدامه للوقود الأحفوري يزيد من تكرار حدوث مثل هذه الظواهر المناخية المتطرفة.
وقال البيت الأبيض بدوره -في بيان- إن الرئيس بايدن أعلن وقوع كارثة كبيرة في هاواي، وأمر بتقديم مساعدات لدعم جهود التعافي في الولاية، وعلى المستوى المحلي في المناطق المتضررة من الحرائق.
فيما قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إنه لم يتم تحديد سبب الحرائق، فيما قال الميجور جنرال، كينيث هارا، من وزارة الدفاع في هاواي إن الحرائق كانت بسبب ظروف جافة ورطوبة منخفضة ورياح عاتية.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات وصوراً صادمة للأضرار التي حلت بالجزيرة؛ إذ تحولت من جنة سياحية يقصدها الملايين إلى رماد.
كما تداولت وسائل إعلام أجنبية صوراً للأقمار الصناعية تظهر حجم الدمار الذي حل بالجزيرة.
تحذيرات من التغير المناخي
يأتي هذا وسط التغير المناخي الذي تسبب في حرائق ضخمة وفيضانات ضربت دولاً عديدة حول العالم بذات الوقت، فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن عصر الاحتباس الحراري انتهى وإن "عصر الغليان العالمي قد حل"، بعد أن قال علماء إن شهر يوليو/تموز هو أكثر الشهور المسجلة حرارة في العالم.
وقال غوتيريش للصحفيين: "تغير المناخ هنا. إنه لمروع. وما هي إلا البداية.. ما زال من الممكن الحد من ارتفاع حرارة الكوكب إلى 1.5 درجة مئوية وتفادي أسوأ التغيرات المناخية. لكن ذلك يتطلب تحركاً مناخياً كبيراً وعلى الفور".
من جانبها، قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة وخدمة كوبرنيكوس لتغيُّر المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك، إنه من "المرجح للغاية" أن يكسر يوليو/تموز 2023 الرقم القياسي.
وقال غوتيريش في نيويورك: "لسنا مضطرين إلى الانتظار حتى نهاية الشهر لمعرفة ذلك. فإذا لم تحدث فترة برد (يطلق عليها عصر جليدي صغير) خلال الأيام المقبلة، فسيحطم يوليو/تموز 2023 الأرقام القياسية". وأضاف للصحفيين: "تغير المناخ هنا. إنه أمر مرعب. إنها مجرد البداية"، موضحاً أن "عصر الغليان العالمي قد حان أوانه".
وشوهدت آثار حرارة شهر يوليو/تموز في جميع أنحاء العالم. فقد فر آلاف السياح من حرائق الغابات في جزيرة رودس اليونانية، وعانى كثيرون غيرهم من حرارة شديدة الوطأة عبر الجنوب الغربي بالولايات المتحدة. وارتفعت درجات الحرارة في بلدة بشمال غربي الصين إلى 52.2 درجة مئوية، محطمةً الرقم القياسي على مستوى البلاد.
ومن المتوقع أن يكون متوسط درجة الحرارة العالمية لهذا الشهر أعلى بمقدار 0.2 درجة مئوية على الأقل من يوليو/تموز 2019، وهو أعلى معدل حرارة سابقاً في سجل الرصد البالغ 174 عاماً، وفقاً لبيانات الاتحاد الأوروبي.