قال رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) الأسبق تامير باردو، إن الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو، قد تؤدي إلى نهاية "الحلم الصهيوني"، مرجعاً ذلك إلى ممارسات الحكومة وسياساتها المتطرفة، معتبراً أن إسرائيل "يسيطر عليها الجنون" في الوقت الحالي، واصفاً إياها بأنها أصبحت دولة فصل عنصري.
جاء ذلك في مقال لباردو، نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الأربعاء، 9 أغسطس/آب 2023، وحمل عنوان "المتطرفون هنا يريدون حرب يأجوج ومأجوج".
باردو كتب أن "كل يوم يمر يقرّبنا من نهاية الحلم الصهيوني"، مشيراً إلى أن السياسات والتحركات الحالية لحكومة نتنياهو، ستؤدي إلى إعلان الولايات المتحدة أن ذلك الحليف "فقد قيمته الاستراتيجية، وأن الديمقراطية الإسرائيلية التي وحّدت البلدين بفضل القيم المشتركة، لم تعد موجودة".
الحكومة الإسرائيلية الحالية توصف بأنها "الأكثر تطرفاً ويمينية" في إسرائيل، وتضم في عضويتها حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وحزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إضافة إلى أحزاب يمينية دينية.
في معرض الحديث عن طبيعة هذه الأحزاب، قال باردو إن أعضاءها هم "مسيحانيون (طائفة اليهود المسيحانيون) وفاشيون ربطوا كتلة حريدية مناهضة للصهيونية (طائفة محافظة من اليهودية الأرثوذكسية) برئيس وزراء غيّر جلدته وحوّل حزبه من ديمقراطي ـ يميني (الليكود)، إلى دكتاتوري أرثوذكسي عنصري".
أضاف باردو أن "الدول العربية، التي وقعت اتفاقية سلام معنا، أو التي قد توقع قريباً، أو لم توقع بعد، تقف متسائلة بدهشة: كيف قررت الدولة اليهودية، المعجزة الاقتصادية والاجتماعية، والتكنولوجية والأمنية، بيديها أن تعمل على تدميرها ذاتياً؟".
تابع باردو في مهاجمته للحكومة بقوله: "لا يوجد زعيم مسلم واحد لا يراقب بذهول، الجنون الذي يسيطر على إسرائيل"، كما أشار المسؤول السابق بالموساد إلى أن رئيس الولايات المتحدة، سواء كان ديمقراطياً أم جمهورياً، سيصل إلى استنتاج بأن الدولة التي دعمتها واشنطن أكثر من أي واحدة أخرى في العالم "لم تعد ديمقراطية، وأصبحت دولة فصل عنصري معلنة".
كذلك اعتبر باردو أن عملية تفكك إسرائيل "باتت متسارعة"، ولم تعد تبرر "الاستثمار في التحالف معها"، سواء كان الحليف الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية، وأردف أن إسرائيل "التي أصبحت على مر السنين حليفاً مهماً للدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، تتجاهل تحذيرات أصدقائنا الذين يحاولون أن يوضحوا للحكومة أن مسار عملها الحالي، سيؤدي إلى نهاية الدولة".
وفي إشارة إلى الاحتجاجات التي تعمّ إسرائيل منذ أشهر ضد التعديلات القضائية المثيرة للجدل التي تحدّ من سلطة المحكمة العليا، قال باردو إن هذه الاحتجاجات بمثابة "قتال من أجل منع نهاية الحلم الصهيوني".
أضاف في هذا الصدد: "رغم إيماني بقوة وتصميم حماة الديمقراطية، فمن المناسب أن يقف أصدقاء إسرائيل إلى جانبهم، وأن يثبتوا في الوقت المناسب لتحالف التدمير (الحكومة الإسرائيلية) التكلفة الإقليمية والدولية لتدمير الديمقراطية في البلاد".
يُذكر أنه في 24 يوليو/تموز 2023، صوّت الكنيست بالقراءتين الثانية والثالثة على مشروع قانون "الحد من المعقولية"، ليصبح قانوناً نافذاً رغم الاعتراضات المحلية الواسعة، وقانون "الحد من المعقولية" هو واحد من 8 مشاريع قوانين طرحتها الحكومة في إطار "إحداث التوازن بين السلطات والتشريعية منذ أشهر عدة.