هاجم رئيس النظام في سوريا، بشار الأسد، تركيا وحركة "حماس"، في مقابلة بُثت الأربعاء 9 أغسطس/آب 2023، تحدث فيها عن علاقات النظام مع الدول العربية، وعن قضية اللاجئين السوريين، والضربات الإسرائيلية على مناطق بسوريا، وعن المخدرات، كما أشاد بالعلاقة بين نظامه وحليفتيه روسيا والصين.
الأسد قال في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربي"، إنه لا يمكن أن يلتقي الرئيسَ التركي رجب طيب أردوغان "وفق شروطه"، مشيراً إلى طلب أنقرة عدم وجود شروط مسبقة للقاء بين الأسد وأردوغان.
اعتبر الأسد أن "كلمة (من دون شروط مسبقة للقاء) تعني من دون جدول أعمال، من دون جدول أعمال يعني من دون تحضير، من دون تحضير يعني من دون نتائج، فلماذا نلتقي أنا وأردوغان؟! لكي نشرب المرطبات مثلاً! نحن نريد أن نصل لهدف واضح".
كذلك، رأى الأسد أن هدف النظام "هو الانسحاب من الأراضي السورية، بينما هدف أردوغان هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا، فلذلك لا يمكن أن يتم اللقاء تحت شروط أردوغان"، بحسب قوله.
كما رفض الأسد تصريحات أردوغان التي قال فيها إن "الانسحاب من سوريا لن يتم ما دام هناك إرهاب يهدد تركيا"، وهاجم أنقرة قائلاً إن "الإرهاب الموجود في سوريا صناعة تركية"، على حد قوله.
في سياق متصل، شنّ الأسد هجوماً أيضاً على حركة حماس، واتهمها بـ"النفاق والغدر"، وقال في هذا الصدد: "بعض قادة حماس كان يقول إن سوريا طلبت منهم أن يقفوا معنا، كيف يقفون معنا؟ كيف يدافعون عن الدولة السورية؟ هم لا يوجد لديهم جيش، وهم بضع عشرات في سوريا، وهذا الكلام غير صحيح. الموقف نحن أعلناه بأكثر من مناسبة، بأنه موقف غدر، ليس لأننا وقفنا معها، لكن لأنها كانت تدّعي المقاومة في ذلك الوقت".
أضاف الأسد: "أنا أتحدث عن القيادات، لا أتحدث عن كل حماس، لا أعرف كل حماس، التي ادعت أنها تقف مع المقاومة هي نفسها التي حملت علم الاحتلال الفرنسي لسوريا، فكيف يمكن لشخص يدّعي المقاومة أن يقف مع احتلال نتج باحتلال أمريكي وتركي وعدوان إسرائيلي تحت علم محتل فرنسي، هذا الموقف مزيج من الغدر والنفاق".
أما عن علاقة الحركة مع النظام في الوقت الحالي، فقال الأسد: "علاقتنا اليوم هي علاقة ضمن المبدأ العام، نحن نقف مع كل طرف فلسطيني يقف ضد إسرائيل لكي يسترد حقوقه، هذا مبدأ عام"، مؤكداً أن "العلاقات مع حماس لا يمكن أن تعود كما كانت عليه في السابق".
اللاجئون السوريون والمعارضة
وفي حديثه عن أزمة اللجوء السوري، رأى الأسد أن البنى التحتية المدمرة هي التي تعيق عودة اللاجئين، متجاهلاً بذلك تأكيدات منظمات حقوقية بتعرض سوريين لاجئين عادوا إلى بلادهم للاعتقال والتعذيب والإخفاء.
زعم الأسد أنه "خلال السنوات الماضية عاد إلى سوريا أقل من نصف مليون بقليل، ولم يسجن أي شخص من بينهم"، بحسب قوله، مضيفاً: "لماذا توقفت هذه العودة؟ توقفت بسبب واقع الأحوال المعيشية، فكيف يمكن للاجئ أن يعود من دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولا صحة للعلاج؟".
فيما يتعلق بعودة اللاجئين، قال الأسد أيضاً: "الآن هناك حوار بيننا وبين عدد من الجهات في الأمم المتحدة المعنية بالجانب الإنساني، وبدأنا نناقش معهم بشكل عمليٍّ مشاريع العودة، وكيفية التمويل، وما هي متطلباتها بالتفاصيل، فهناك عمل بهذا الإطار".
في الشأن الداخلي أيضاً، تحدث الأسد عن تجارة الكبتاغون في سوريا، حيث يواجه نظامه اتهامات بإدارة تجارة ضخمة من المخدرات، الأمر الذي دفع دولاً إلى فرض عقوبات على النظام بسببها.
في هذا السياق، نفى الأسد أن يكون النظام متواطئاً في هذه التجارة، وقال: "تجارة المخدرات كعبور وكاستيطان موجودة لم تتوقف دائماً، هذه حقيقة، ولكن عندما يكون هناك حرب وضعف للدولة، فلا بد أن تزدهر هذه التجارة، هذا شيء طبيعي، ولكن من يتحمل المسؤولية في هذه الحالة هي الدول التي ساهمت في خلق الفوضى في سوريا وليست الدولة السورية"، بحسب تعبيره.
أما فيما يتعلق بالمعارضة السورية، فقال الأسد: "إن المعارضة التي يتم الاعتراف بها هي المعارضة المصنّعة محلياً لا المصنعة خارجياً، المصنعة محلياً يعني أن تمتلك قاعدة شعبية، وبرنامجاً وطنياً، ووعياً وطنياً"، بحسب قوله.
كذلك سُئل الأسد عما إذا كان هناك أي دور سياسي لابنه حافظ في مستقبل سوريا، وقال: "بالنسبة لي أنا شخصياً لم يكن للرئيس حافظ الأسد أي دور في أن أكون رئيساً (…) أنا أتيت عبر الحزب بعد وفاته، ولم أناقش معه هذه النقطة حتى في الأسابيع الأخيرة من حياته"، وفقاً لزعمه.
أضاف الأسد: "الشيء نفسه، العلاقة بيني وبين ابني هي علاقة عائلة، لا أناقش معه هذه القضايا، خاصةً أنه ما زال شاباً وأمامه مستقبل علمي".
من ناحية ثانية، رأى الأسد أن "العلاقة مع الدول العربية ستبقى شكلية"، معتبراً أن "الجامعة العربية لم تتحول إلى مؤسسة بالمعنى الحقيقي"، وقال حول عودة العلاقات مع بعض العواصم العربية: "عودة سوريا هل ستكون شكلية أم غيرها؟ هذا يعتمد على طبيعة العلاقات العربية – العربية، هل تغيرت؟ لا أعتقد أنها تغيرت بالعمق، هناك بداية وعي لحجم المخاطر التي تؤثر علينا كدول عربية، لكنها لم تصل إلى مرحلة وضع الحلول، طالما لا يوجد حلول للمشاكل فإذن العلاقة ستبقى شكلية".
في الوقت ذاته، أشاد الأسد بالعلاقات مع روسيا وإيران، وقال إن "العلاقة مع روسيا والعلاقة مع إيران أثبتت أن سوريا تعرف كيف تختار أصدقاءها بشكل صحيح"، وفق تعبيره.
أشار الأسد إلى أنه لا يستطيع أن يتوقع مستقبل العلاقات مع الجانب العربي، وقال: "لا أستطيع أن أتوقع، أستطيع أن آمل، نأمل بأن نتمكن من بناء مؤسسات. مشكلة العرب أنهم لم يبنوا العلاقات على مؤسسات؛ لذلك لم يبنوا مؤسسات، وإذا تحدثنا عن العلاقات الثنائية فهي ضعيفة لهذا السبب".
وتحدث الأسد في اللقاء أيضاً عن الضربات الإسرائيلية التي تستهدف بين الحين والآخر مواقع في سوريا، وقال إن "إسرائيل تستهدف الجيش السوري بشكل أساسي تحت عنوان الوجود الإيراني وسيستمر ذلك طالما أن إسرائيل هي عدو، وسيستمر طالما أننا نتمكن من إفشال مخططات الإرهابيين ولو جزئياً"، بحسب قوله.