اتهم المجلس العسكري، الذي يتولى الحكم في النيجر، الأربعاء، 9 أغسطس/آب 2023، قوات فرنسية بتنفيذ مخطط لزعزعة استقرار البلاد، وقال إن طائرة فرنسية انتهكت المجال الجوي الذي أغلقه المجلس العسكري، فيما نفت باريس صحة هذا الاتهام، في وقت أكدت روسيا مجدداً على معارضتها للتدخل العسكري في النيجر.
يأتي هذا الاتهام من قادة الانقلاب في النيجر على الرئيس محمد بازوم حليف باريس، في وقت أعطت الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) الأولوية للدبلوماسية في البحث عن تسوية للأزمة في النيجر، مع الإبقاء على تهديدها بالتدخل عسكرياً من أجل "إعادة الانتظام الدستوري".
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن "باريس ترفض الاتهامات التي وجهها إليها المجلس العسكري في النيجر"، مضيفةً أن "قوات فرنسا موجودة في النيجر بطلب من السلطة الشرعية"، وأوضحت أن "تحركات الطائرة في النيجر اليوم جزء من اتفاق سابق مع قوات النيجر"، كما نفت باريس أن تكون القوات الفرنسية "قد أفرجت عن إرهابيين"
كانت باريس قد أعربت عن دعمها لجهود "إيكواس" في استعادة حكم الرئيس محمد بازوم، لكن فرنسا لم توضح ما إذا كان من الممكن أن تدعم المجموعة عسكرياً في حال قررت التدخل بالنيجر.
في موازاة ذلك، اعتبرت روسيا، اليوم الأربعاء، أن التدخل العسكري لمجموعة "إيكواس"، لن يسهم بتحقيق سلام بالنيجر ومنطقة الساحل ككل، قائلةً إنها تعوّل على "الجهود الدبلوماسية".
جاء ذلك في إحاطة إعلامية قدمها المتحدث باسم الخارجية الروسية، أليكسيي زايتسوف، وفق وكالة "سبوتنك" الروسية الرسمية للأنباء، وقال زايتسوف: "نؤيد جهود الوساطة التي تبذلها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، لمساعدة الشعب النيجري على الخروج من الأزمة".
أضاف زايتسوف أنه "في الوقت نفسه، نعتقد أن تدخل قوات إيكواس في شؤون دولة ذات سيادة، من غير المرجح أن يسهم في تحقيق سلام دائم في النيجر، أو في استقرار الوضع في منطقة الساحل ككل".
يأتي هذا الموقف الروسي، استكمالاً لبيانات سابقة أكدت دعم موسكو للتفاوض مع المجلس العسكري للانقلابيين لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة، لكن "إيكواس" أعلنت فجر اليوم الأربعاء، أن مهمة الوفد الثلاثي التفاوضي مع العسكريين بالنيجر "أُجهضت".
كانت وسائل إعلام نيجيرية ودولية، قد قالت الثلاثاء الماضي، إن المجلس العسكري بالنيجر وجّه رسالة رسمية إلى "إيكواس"، أبلغه فيها بأنه "لا يستطيع استقبال الوفد التفاوضي في الوقت الراهن لأسباب أمنية".
وينتظر أن يعقد قادة "إيكواس" بالعاصمة النيجيرية أبوجا، غداً الخميس، "قمة استثنائية" لبحث سيناريوهات التعامل مع انقلاب النيجر، وذلك عقب انتهاء المهلة التي سبق أن منحوها للانقلابيين في 30 يوليو المنقضي، لاستعادة النظام الدستوري، تحت طائلة التهديد بتدخل عسكري في حال عدم التراجع.
يُذكر أنه في 26 يوليو/تموز 2023، قاد رئيس وحدة الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تشياني انقلاباً عسكرياً في النيجر أطاح بحكم الرئيس محمد بازوم، المحتجز في القصر الرئاسي منذ ذلك الوقت، وسط دعوات دولية للإفراج عنه وإعادته لمنصبه الذي وصل إليه من خلال انتخابات ديمقراطية.