سادت حالة من الغضب مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن أقامت وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية، الخميس 3 أغسطس/آب 2023 مزاداً علنياً هو الأول من نوعه لأرقام مميزة للوحات المركبات، حيث طرحت 20 رقماً مميزاً للمزاد، والحد الأدنى للمزاد على بعضها يبدأ من 150 ألف شيكل حوالي 40 ألف دولار، وهو الرقم الأعلى لبداية مزاد، في حين أن أقل حد أدنى لمزاد على رقم يبدأ من 80 ألف شيكل، ما يقارب 21 ألف دولار.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات محلية فيديوهات للمزاد الذي أقامته الوزارة الفلسطينية، حيث بيعت إحدى اللوحات المميزة بمليون شيكل؛ أي ما يزيد عن ربع مليون دولار لصالح شركة "فريندز موتورز للسيارات".
وسادت حالة من الغضب لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشأن المزاد، الذي اعتبره البعض إسرافاً وتبذيراً، حيث استنكروا تنظيم هذه الفعالية التي أقيمت في ظل أوضاع سيئة للاقتصاد يعيشها الفلسطينيون بسبب الاحتلال.
وكتب الشاب الفلسطيني حسام في تدوينة على موقع فيسبوك: "في نفس الوقت اللي أهالي نابلس عاملين حملة شعبية لجمع التبرعات من أجل إعادة إعمار المنازل اللي دمرها جيش الاحتلال الصهيوني، يقام مزاد علني في رام الله لبيع أرقام سيارات مميزة حيث بلغت إحداها مبلغ المليون شيكل".
فيما كتب الناشط الفلسطيني عدنان ملهم تدوينة طويلة جاء فيها: "الخبر الذي سرق النوم مني منذ عرضه!". وأضاف: "كنا نستغرب حصوله في دبي والرياض، أما أن تنتقل العدوى إلى ديارنا النازفة فهو غريب يجب إعادة النظر فيه فوراً.. من فكر فيه أصلاً؟ من سحب أرقام المركبات التي امتلكها الناس بشكل طبيعي وحسب قواعد الحظ وخطوات الترخيص السليمة ويريد بيعها ثانية للأثرياء؟".
فيما كتب الصحفي حافظ في تدوينة ساخرة تلخص معاناة الفلسطينيين مع الاحتلال: "بدي أبيع نمرة سيارتي مع السيارة بمزاد علني.. السيارة بنمرتها معفرين برصاص الاحتلال ومقدمات للبلد أكثر من كتير ناس.. مطخوخ عليها من قفاها من جيب إسرائيلي بنابلس وعجنبها من جهة الشوفير من قناص إسرائيلي بجنين".
وكانت وزارة المواصلات الفلسطينية قد أعلنت بدء التسجيل في المزاد الإثنين الماضي، وأشارت إلى أنه يتم تقديم الطلب لدخول المزاد العلني لدى الإدارة العامة للشؤون المالية في الوزارة لكل رقم وحده مرفقاً معه قيمة التأمين بموجب شيك بنكي مصدق وصورة عن الهوية الشخصية، حسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
كما أوضحت أن كل شخص سيتقدم للمزاد يتوجب عليه دفع 10% تأميناً لدخول المزاد من قيمة الحد الأدنى لكل رقم مطروح للمزايدة، ثم يتوجب على الشخص الذي يرسو المزاد عليه أن يدفع ثمن الرقم خلال مدة أقصاها 15 يوماً من تاريخ رسو المزاد عليه، وفي حال الاستنكاف يفقد قيمة التأمين المدفوع، ويُعاد طرح الرقم في المزاد الذي يليه مرة أخرى.