سادت حالة من الحزن والتعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، بعد وفاة شابة في مقتبل العمر ضحت بنفسها لأجل إنقاذ أشقائها بعد وقوع مركبتهم من أعلى جبل جنوبي غرب المملكة ليكشف والدها تفاصيل جديدة عن الحادثة.
وقال والد الشابة الراحلة ريما مناع، إن ابنته كانت متخرجة حديثاً وكانت تنتظر توقيع عقد عملها، وتطمح لتحقيق نقلة نوعية في حياة والدها من خلاله، وذكر الوالد السعودي، أنه كان برفقة عائلته في بيشة، ومن ثم عادوا إلى أبها، ومن هناك أصرت البطلة ريما وإخوانها على قضاء الإجازة في بيت جدهم، فقررت العائلة الذهاب إلى رجال ألمع لقضاء الإجازة الصيفية، ولكن سيارتهم تعطلت في طريق منحدر وبدأت بالانحراف والانجراف إلى هوة الطريق السحيقة.
حاول والدها إنقاذها وإخوتها، لكن السيارة عادت للخلف بسرعة، وبدأت ريما في قذف إخوتها خارج السيارة لإنقاذهم، لكنها لم تتمكن من إنقاذ أخيها الصغير البالغ 11 عاماً وانجرفت السيارة بهما، وتوفيت ريما في الحادث.
كما أشار إلى أنه سرعان ما خرج من السيارة، وبدأ في محاولة إنقاذ ريما وإخوتها، ولكن ريما كانت قد بدأت بالفعل في قذف إخوتها من السيارة لإنقاذهم، ولكنها لم تستطِع إنقاذ أخيها البالغ من العمر 11 عاماً، لتنجرف السيارة بهما، لتلقى ريما حتفها، فيما ظل أخوها على قيد الحياة وتم نقله للعناية المركزة – شفاه الله وعافاه.
تعاطف مع الشابة السعودية
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الفتاة ريما، داعين لها بالرحمة، فيما أعجب البعض بشجاعتها حيث آثرت الفتاة السعودية إخوتها على نفسها لتنقذهم.
وكتبت المغردة السعودية أيلول في تغريدة على تويتر: "يالله أبوها فخور فيها وبنفس الوقت موجوع، يا أهل ريما كل السعودية فخورة فيها بطلة، الله يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته، راحت للرحمن الرحيم بخاتمة حسنة وكلنا ندعي لها وفخورون فيها".
أما أحمد فكتب على تويتر: "قصة وفاتها مفخرة ومؤثرة جداً، حُب الإخوة الصادق، الله يرحمها ويسكنها فسيح جناته ويصبر ذويها فعلاً مثلها فقيد".
فيما كتبت منال المقيط تعليقاً على تغريدة قديمة للشابة السعودية الراحلة: "سيرتها الطيبة مؤثرة جداً، شجاعة، بطلة، بارّة، واصلة لأرحامها، ترجو الله وتحذر الآخرة، وبإذن الله شهيدة.. هذا الذي نعرفه عنها الله يهنيها ثم يهنيها.. اللهم اجعلها في روح وريحان، ورب راض غير غضبان، واربط على قلوب أهلها وأحبابها ريما مناع رحمها الله".
وكانت وسائل إعلام سعودية قد كشفت أن الفتاة الراحلة ريما (21 عاماً)، كانت رفقة أسرتها بطريق العودة من الإجازة في العاصمة الرياض إلى قريتهم في محافظة رجال ألمع، جنوب غرب السعودية، عندما تعطلت مركبتهم.
وبعد نزول الأب لتفقد المركبة وركنها على مرتفع شاهق في جبال حسوة، بدأت المركبة بالرجوع إلى الخلف بعيداً عن الشارع، وحينها قامت الفتاة الراحلة بسحب أشقائها الثلاثة واحداً تلو الآخر، والقذف بهم إلى الخارج.
وقالت صحيفة "سبق" إن الفتاة آثرت أشقاءها على نفسها، رغم أنها من كانت في الطرف، وبإمكانها الخروج قبلهم، إلا أنها أصرت على إخراجهم، ونجحت بمهمتها، بيد أن المركبة هوت بها قبل أن تغادرها.
وعثر على المركبة والفتاة متوفاة بعد ساعات، فيما يتمتع أشقاء الراحلة بصحة جيدة، مع إصابة أحدهم بجروح.