دعت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، الخميس 3 أغسطس/آب 2023، إلى إجراء تحقيق "موثوق" في حادث غرق سفينة مهاجرين قبالة اليونان، أسفر عن مقتل المئات في يونيو/حزيران، إذ قالت المنظمتان إن تناقض روايات خفر السواحل اليوناني والناجين "مبعث قلق بالغ".
ويُشار إلى أن سفينة صيد مكتظة والتي تردد أنها كانت تقل ما بين 400 و750 شخصاً من باكستان وسوريا ومصر غرقت في المياه الدولية قبالة اليونان، بينما كانت في طريقها إلى إيطاليا قادمة من ليبيا. ونجا نحو 104 رجال وانتشلت السلطات 82 جثة فقط.
وقال ناجون إن محاولة فاشلة من خفر السواحل اليوناني لقطر السفينة تسببت في انقلابها.
فيما ذكر خفر السواحل والحكومة في اليونان أنه لم يكن هناك أي محاولة لقَطْر السفينة، وأنها انقلبت بينما كان خفر السواحل على بعد نحو 70 متراً منها.
مطالبات بالتحقيق في غرق سفينة المهاجرين
وفتحت السلطات القضائية اليونانية تحقيقاً في أسباب الكارثة يمكن أن يستغرق أكثر من عام. كما يجري التحقيق في تصرفات خفر السواحل.
وفي بيان مشترك قالت منظمتا العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش إنهما أجرتا مقابلات مع 19 ناجياً وأربعة من أقارب المفقودين ومع منظمات غير حكومية ووكالات تابعة للأمم المتحدة وممثلين لخفر السواحل والشرطة اليونانية خلال زيارة لليونان بين 4 و13 يوليو/تموز.
وقال البيان: "أكد الناجون الذين التقت بهم منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش أن سفينة تابعة لخفر السواحل اليوناني أُرسلت إلى مكان الحادث ربطت السفينة أدريانا بحبل وبدأت في القطر، مما تسبب في تمايلها ثم انقلابها".
فيما قالت جوديث سندرلاند، المديرة المشاركة لقسم أوروبا وآسيا الوسطى في هيومن رايتس ووتش، إن التناقض بين روايات الناجين والسلطات "مقلق جداً".
ودعت المنظمتان إلى "تحقيق مستفيض وموثوق في غرق السفينة… للكشف عن أي مسؤولية سواء عن غرق السفينة أو أي تأخير أو تقصير في جهود الإنقاذ ربما يكون قد ساهم في وقوع الخسائر الفادحة في الأرواح".
وأعلنت هيئة مراقبة الحقوق في الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، فتح تحقيق في غرق السفينة وما إذا كانت وكالة حماية الحدود الأوروبية (فرونتكس) التابعة للتكتل قد قامت بواجباتها عند وقوع الحادث.
اتهامات لخفر السواحل في اليونان
وفي وقت سابق اتهم مهاجرون ناجون من الغرق خفرَ السواحل اليوناني بأنه تسبب في غرق السفينة المتهالكة، مشيرين إلى أن قوات الخفر اكتفت بمشاهدة السفينة وهي تغرق، في وقت لا يزال فيه عشرات الأشخاص في عداد المفقودين.
صحيفة The Times البريطانية نقلت، عن 5 ناجين قولهم، إن خفر السواحل اليوناني لم يرسلوا المساعدة إلا بعد 3 ساعات على الأقل من انقلاب القارب، وزعم إياد، وهو طالب لجوء من سوريا، أن السلطات اليونانية "اكتفت بالمشاهدة.. رغم أنها كانت تستطيع إنقاذ الكثير من الناس".
يقول ناجون إن السفينة كانت تُقل 100 طفل على الأقل قبل غرقها، لكن قُبيل انتهاء جهود الإنقاذ، اتهم الناجون خفر السواحل اليوناني بالتقاعس عن التحرك عاجلاً لإنقاذهم.
كذلك اتهم الناجون، الذين تحدثوا إلى صحيفة La Repubblica الإيطالية وصحيفة The Guardian البريطانية، خفرَ السواحل اليوناني بأنه المتسبب في انقلاب القارب بعد أن ربطوا السفينة بحبلٍ لجرِّه إلى الشاطئ، لكن الحبل انقطع، فربط خفر السواحل حبلاً آخر بالسفينة، ثم بدأوا في جرها للأمام، لكنهم مالوا فجأة يميناً ويساراً، فاختلت سفينة المهاجرين.
في المقابل، أنكر نيكوس أليكسيو، المتحدث باسم خفر السواحل اليوناني، إنكاراً شديداً أن يكون خفر السواحل قد أتى "بأي تحرك" يمكن أن يعرض الأشخاص على متن القارب للخطر.
أضاف أليكسيو: "لا أعرف من هؤلاء الناس ولا أدري ما يزعمونه، ولكن الزعم بأنهم بقوا في البحر [دون تدخل منا] 3 ساعات، حتى بعد غرق السفينة- ليس إلا هراء. لقد تصرفنا على الفور".