تعتزم أمريكا إرسال مزيد من الجنود والطائرات العسكرية إلى أستراليا، وإشراك جواسيس في استخبارات كانبيرا، في خطوة غير مسبوقة لمواجهة التهديد من الصين، فيما أعلن الجنرال الأمريكي جوزيف راين أن أمريكا ستعتمد على دول حليفة لمواجهة أي تهديد عسكري صيني محتمل بالمحيط الهادئ، بدل زيادة قواتها المسلحة بشكل كبير هناك.
صحيفة The Times البريطانية، قالت الإثنين 31 يوليو/تموز 2023، إن الاتفاقيات التي توصلت إليها واشنطن وكانبيرا، تشمل التوسع في القوات البرمائية، وطائرات الاستطلاع البحرية وتصنيع الصواريخ في أستراليا لإمداد أمريكا بها.
اتفق البلدان أيضاً على توسعة القواعد الجوية الشمالية النائية، لتستوعب الطائرات الأمريكية، وشروع الولايات المتحدة في تخزين الإمدادات العسكرية في أستراليا.
بموجب هذا الاتفاق ستقيم أستراليا وأمريكا مركزاً استخباراتياً مشتركاً داخل منظمة استخبارات الدفاع الأسترالية بحلول عام 2024، وسيتمركز مسؤولون من هيئة استخبارات الدفاع الأمريكية مع نظرائهم الأستراليين في كانبيرا، لإجراء تحليلات تركز على "القضايا ذات الاهتمام الاستراتيجي المشترك في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
تُشير الصحيفة إلى أن هذه التحليلات على الأغلب ستتابع مساعي الصين لإبرام اتفاقيات أمنية مع دول المحيط الهادئ وجنوب شرق آسيا، فضلاً عن تحويلها بحر الصين الجنوبي إلى منطقة عسكرية.
كانت أستراليا وأمريكا قد صُدمتا العام الماضي بعدما وقع ماناسيه سوغافاري، رئيس وزراء جزر سليمان، اتفاقية أمنية مع بكين أثارت مخاوف من وجود عسكري صيني محتمل على بعد 1931 كم من الأراضي الأسترالية.
هذه القرارات تأتي أيضاً في أعقاب اتفاق أوكوس Aukus بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، في مارس/آذار 2023، الذي بموجبه تحصل أستراليا على أسطول من الغواصات البريطانية التي تعمل بالطاقة النووية.
كذلك اتفق البلدان يوم الأحد الفائت، على أن يجري المسؤولون الأستراليون والأمريكيون مسوحات مشتركة للقواعد الجوية النائية في شمال أستراليا، لتقرير كيفية توسيعها و"تقويتها" ضد الهجمات.
كلا القاعدتين تسمى بالقاعدتين العاريتين، لأنهما لا تحويان إلا مدرجاً ومرافق قليلة، لكن خطط التطوير ستشمل مخزناً للوقود، وتوسيع الساحات كي تتسع لطائرات حربية أمريكية أكثر وأكبر، ومخازن للمتفجرات.
بموجب الاتفاقات أيضاً، ستوسع الولايات المتحدة قاعدتها الصناعية العسكرية بمساعدة أستراليا، في تصنيع صواريخ موجهة وصواريخ عادية لكلا البلدين في ظرف عامين.
يأتي هذا فيما قال الجنرال الأمريكي، جوزيف راين، في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية إنّ الولايات المتحدة ستعتمد على دول حليفة لمواجهة أي تهديد عسكري صيني محتمل في المحيط الهادئ، بدل زيادة قواتها المسلحة هناك.
الضابط الرفيع المستوى الذي يقود فرقة المشاة الخامسة والعشرين، وقوامها 12 ألف جندي في أواهو بهاواي، قال إن بكين تتمتع بامتيازات "واضحة جداً" في المنطقة، وأشار إلى تطوّر القدرات الدفاعية للصين، وخصوصاً في مجال الصواريخ البعيدة المدى، وسهولة نشرها للقوات والمعدات في المحيط الهادئ.
كانت قد اندلعت توترات بين الصين وأمريكا في السنوات الأخيرة بشأن تايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها، وبسبب مطالبة الصين بجزء من بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، والنزاع المستمر للهيمنة على جنوب المحيط الهادئ.
في هذا الصدد، اعتبر الجنرال راين أن مسألة تايوان لم تكن ربما سوى "المشكلة الأولى في حملة أوسع" للصين، تهدف منها إلى أن "تصبح على الأقل قوة إقليمية مهيمنة في جنوب شرق آسيا، وبالتأكيد لتحسين تطلعاتها العالمية".
بدورها، تؤكد وزارة الدفاع الأمريكية أنّ العملاق الآسيوي يتمتع بأكبر قوة حربية بحرية في العالم، وبثالث أكبر قوة جوية.
وتعطي استراتيجية الولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ، التي صدرت العام الماضي، أولوية للتحالفات وليس للانخراط المباشر، لكن الجنرال راين أكد أن بلاده لا تدعو دول المنطقة إلى الاختيار بين واشنطن وبكين.
أضاف: "نطلب منهم ببساطة التصرف بما يحقق لهم أكبر قدر من المصلحة، واعتبار أن الولايات المتحدة تريد أن تكون شريكة لهم، وأن دولاً أخرى حرة ومستقلة تعلق أهمية على سيادتها في المنطقة- مثل أستراليا ونيوزيلندا- تريد أن تكون شريكة لهم".