قيّد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك وصول أوكرانيا إلى الإنترنت الفضائي الذي توفره أقماره الاصطناعية "ستارلينك" عدة مرات، ما أثر في استراتيجية كييف في ساحة المعركة، حسبما أفاد تقرير لصحيفة The Independent البريطانية، الإثنين 31 يوليو/تموز 2023.
التقرير أشار إلى أن إيلون ماسك رفض طلب الجيش الأوكراني بتشغيل أقمار ستارلينك بالقرب من شبه جزيرة القرم -المنطقة التي تسيطر عليها روسيا منذ 2014- خلال الحرب المستمرة مع روسيا، وبدأ ماسك تقديم خدمة ستارلينك إلى أوكرانيا منذ أواخر فبراير/شباط 2022 بعد أيام قليلة من شن روسيا هجومها على أوكرانيا، ما أدى إلى تدمير خدمات الإنترنت في البلاد.
وتُشكِّل ستارلينك، التي أطلقتها شركة SpaceX، غالبية الأقمار الاصطناعية التي تدور حول الأرض مع دوران أكثر من 4000 منها في مدار الأرض المنخفض.
ووفقاً للتقرير، أثارت سيطرة ماسك أحادية الجانب على تكنولوجيا الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، التي كانت جزءاً أساسياً من اتصالات أوكرانيا منذ الحرب، مخاوف المسؤولين.
منع الجيش الأوكراني من استخدام خدمة "ستارلينك"
وفي فبراير/شباط من هذا العام، أعلنت شركة SpaceX أنها اتخذت خطوات لمنع الجيش الأوكراني من استخدام خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية "ستارلينك" للتحكم في الطائرات بدون طيار في المنطقة.
وبعد الإعلان، قال مستشار الرئاسة الأوكراني، ميخايلو بودولاك، إنَّ شركة SpaceX بحاجة إلى دعم الطرف المناهض لروسيا.
وكانت السلطات الأوكرانية قلقة من الاعتماد المفرط على التكنولوجيا من مصدر واحد؛ لذا أجرت محادثات مع مزودي خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية الآخرين. لكنهم أقرّوا أنَّ أياً منهم لم يصل للقدرات التي تتمتع بها أقمار "ستارلينك".
إلى ذلك، قال الوزير الرقمي الأوكراني، ميخايلو فيدوروف، لصحيفة نيويورك تايمز: "ستارلينك هي ما يضخ الدماء في البنية التحتية للاتصالات بالكامل الآن".
فيدوروف أضاف أنَّ التكنولوجيا مكّنت فرق المدفعية والقادة والطيارين من مشاهدة الصور التي التقطتها الطائرات بدون طيار، وفي نفس الوقت التحدث عبر الإنترنت. ووفقاً للجنود، تقلّصت أوقات الاستجابة بين العثور على هدف وضربه إلى نحو دقيقة من 20 دقيقة.
وتابع فيدوروف: "يصل العدد الهائل من الأرواح التي ساعدت ستارلينك في إنقاذها إلى الآلاف.. وهي أحد المكونات الأساسية لنجاحنا".
وطلب ماسك من الولايات المتحدة العام الماضي تمويل خدمات الإنترنت التي تقدمها لأوكرانيا؛ لأنَّ شركته لا تستطيع مواصلة تقديم خدماتها. وقدَّرت الشركة التكلفة بحوالي 400 مليون دولار على مدى 12 شهراً، وفقاً لرسالة من شركة SpaceX التي نقلتها شبكة CNN.
وبحسب التقرير، توقفت حوالي 1300 محطة من محطات ستارلينك، التي ورّدتها شركة بريطانية إلى كييف، عن العمل العام الماضي بعدما فشلت الحكومة الأوكرانية في دفع رسوم شهرية قدرها 2500 دولار لكل منها.
وفي الوقت نفسه، وافق وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في يونيو/حزيران على صفقة للبنتاغون لشراء 400 إلى 500 محطة وخدمات جديدة من ستارلينك، التي من شأنها تزويد وزارة الدفاع بالسيطرة على المكان الذي تعمل فيه إشارة الإنترنت داخل أوكرانيا، وذلك لاستخدام أجهزة جديدة في تنفيذ "قدرات رئيسية ومهام محددة".