قالت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، السبت 29 يوليو/تموز 2023، إن جنوداً أوكرانيين شوهدوا وهم يستخدمون صواريخ كورية شمالية لضرب قوات روسية، مشيرةً- نقلاً عن الجنود- إلى أن دولة "صديقة" استولت عليها من سفينة، ثم سلمتها إلى القوات الأوكرانية، في حين أعلنت روسيا عن اعتراض صاروخين أطلقتهما أوكرانيا نحو أراضيها.
الصحيفة أفادت بأن وزارة الدفاع الأوكرانية أشارت إلى أن الأسلحة تم الاستيلاء عليها من الروس، وقالت إن القوات الأوكرانية عرضت الأسلحة الكورية الشمالية بالقرب من مدينة باخموت الشرقية المدمرة، والتي كانت موقع قتال وحشي طويل الأمد.
نقلت الصحيفة عن رسلان، وهو قائد مدفعية أوكراني، قوله إن الذخائر الكورية الشمالية لم تكن مفضلة لدى قواته، بسبب معدل الأعطال المرتفع لديها، مشيراً إلى أنه يُعرف عنها أن تتعطل أو تفشل بالانفجار بشكل متكرر، موضحاً أنه تم تصنيعها في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
كذلك لفتت الصحيفة إلى أن الجنود الأوكرانيين رفضوا الكشف عن الجهة التي منحتهم هذه الأسلحة الكورية الشمالية، واكتفوا بالإشارة إلى أنه تم الاستيلاء عليها من سفينة.
كانت الولايات المتحدة قد اتهمت كوريا الشمالية بتزويد روسيا بأسلحة، منها شحنات تقول إنها تتم عن طريق البحر، لكنها لم تقدم دليلاً على ذلك، ولم يتم رصد أسلحة كورية شمالية على نطاق واسع في ساحات القتال في أوكرانيا، كما تنفي كوريا الشمالية وروسيا إجراء صفقات أسلحة.
وقام وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بزيارة نادرة إلى عاصمة كوريا الشمالية، بيونغ يانغ، الأسبوع الماضي، للاحتفال بالذكرى السبعين لانتهاء الحرب الكورية، وهي أول زيارة يقوم بها مسؤول دفاعي روسي كبير منذ انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991.
خلال الزيارة، تم تصوير شويغو وهو يشاهد الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية المحظورة مع الزعيم كيم جونغ أون، في عرض عسكري في بيونغ يانغ، ما يشير إلى تعميق العلاقات بين البلدين اللذين لكل منهما خلافات مع الولايات المتحدة.
يأتي هذا فيما أعلنت روسيا، الجمعة 28 يوليو/تموز 2023، أنها أسقطت صاروخين اوكرانيين فوق جنوب غرب أراضيها، وتسببت شظايا الصاروخ الأول بإصابة 16 شخصاً عند سقوطها في مدينة قريبة من الحدود مع أوكرانيا.
وزارة الدفاع الروسية قالت عبر تيليغرام إن "نظام كييف شن هجوماً إرهابياً على منشآت سكنية في تاغانروغ، مستخدماً صاروخ دفاع جوي من طراز إس-200″، وأضافت أن "الدفاعات الجوية الروسية رصدت الصاروخ الأوكراني واعترضته خلال تحليقه"، موضحة أن شظاياه "سقطت في أرض تاغانروغ".
بدورهما نقلت وكالتا تاس وريا نوفوستي الروسيتان، عن أجهزة الإسعاف، أن 16 شخصاً أصيبوا بجروح، نقل عشرة منهم إلى المستشفى، وأن أحد المصابين في حال خطيرة، فيما أعلن الجيش الروسي لاحقاً أنه أسقط صاروخاً ثانياً قرب آزوف، التي تبعد 40 كلم شرق تاغانروغ، من دون أن يسفر ذلك عن ضحايا.
تقع تاغانروغ على بعد 50 كلم من الحدود الأوكرانية، على الطريق المؤدية إلى ميناء ماريوبول، الذي سيطرت عليه القوات الروسية بعد حصار مدمر في 2022، وشهدت مدن عدة في جنوب روسيا حوادث دامية منذ بدء النزاع في أوكرانيا، في فبراير/شباط 2022.
ففي أكتوبر/تشرين الأول، قُتل 15 شخصاً إثر تحطم طائرة عسكرية في مدينة ييسك، الواقعة في المنطقة نفسها، ويستهدف قصف أوكراني بانتظام مناطق محاذية لأوكرانيا في اقصى الشمال الغربي الروسي، وخصوصاً بيلغورود.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط موسكو لإنهائها "تخلي" كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.