قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان أصدرته الجمعة 28 يوليو/تموز 2023، إنها استدعت القائمة بأعمال السفارة الدنماركية وتم تسليمها مذكرة احتجاج على حرق نسخة من المصحف في كوبنهاغن.
وتأتي خطوة المملكة بعد أن قام عدد قليل من الأشخاص المناهضين للإسلام في وقت سابق من هذا الأسبوع بإضرام نيران في مصاحف أمام السفارات العراقية والمصرية والتركية في كوبنهاغن.
وأوضحت الخارجية السعودية في بيانها أن مذكرة الاحتجاج تضمنت "مطالبة المملكة بوقف هذه الأعمال المشينة التي تخالف كافة التعاليم الدينية والقوانين والأعراف الدولية". وأكدت المملكة رفضها "القاطع لكل هذه الأعمال التي تغذي الكراهية بين الأديان".
غضب عربي من الإساءة للمصحف
يشار إلى أنه في وقت سابق نددت دول عربية وإسلامية، بحرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة العراقية في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وسط مطالبات بوقف تلك الاعتداءات وتجريمها، معتبرة ذلك التصرف "استفزازاً فجاً" لمشاعر نحو ملياري مسلم.
إذ ندد العراق بإقدام شخصين على حرق نسخة من القرآن أمام سفارته في كوبنهاغن، وقال إن الطاقم الدبلوماسي لبعثة الدنمارك في بغداد غادر العراق بعد احتجاجات هناك.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن وزارة الخارجية قولها إنها تطالب سلطات الدول في الاتحاد الأوروبي "بإعادة النظر سريعاً بما يسمى حرية التعبير وحق التظاهر".
المجموعة التي تطلق على نفسها اسم "الوطنيون الدنماركيون" ارتكبت واقعة مماثلة يوم الجمعة الفائت بثتها مباشرة على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، وكانت المجموعة نفسها قد اعتدت سابقاً على المصحف الشريف أمام سفارة أنقرة لدى كوبنهاغن.
يأتي حرق نسخة من المصحف يوم الإثنين، بعد يومين من تظاهر آلاف العراقيين في بغداد يوم السبت الفائت، بدعوة من الأحزاب المشاركة في الحكومة، وفصائل مسلحة، وذلك احتجاجاً على حرق المصاحف أو تمزيقها خلال تجمعات مناهضة للإسلام في السويد والدنمارك.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية التركية، الإثنين، إن أنقرة ندّدت بشدة بـ"الاعتداء الكريه" على المصحف الشريف أمام السفارة العراقية في كوبنهاغن، ودعت الدنمارك إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون ارتكاب "جريمة الكراهية" ضد الإسلام.
وفي السياق، استدعت الجزائر سفيرة الدنمارك والقائم بأعمال سفارة السويد احتجاجاً على تكرار حوادث الإساءة إلى المصحف الشريف.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية أن الجزائر أبلغت الدبلوماسيين المعنيين "بإدانتها الشديدة لهذه الأفعال اللاأخلاقية واللاحضارية، التي تطال مقدسات المسلمين في جميع أنحاء العالم".
وبحسب البيان: "تم إبلاغهما بأن مثل هذه التصرفات، لا تمتّ بصلة لحرية التعبير. كما يدعي زوراً وبهتاناً من يدافعون ويروّجون وينتفعون منها"، كما شددت الوزارة على أنه "من غير اللائق أن يُتَّخذ من هذه الحرية ذريعة لحماية مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة".
فيما أدانت رابطة العالم الإسلامي جريمة حرق نسخة من القرآن ارتكبها متطرفون في العاصمة كوبنهاغن، وقالت الرابطة، في بيان نشر على موقعها الإلكتروني، إنها "تدين بأشد العبارات جريمة حرق نسخة من المصحف الشريف، في تكرار مشين واستفزازي لمشاعر المسلمين".
يُذكر أنه في 28 يونيو/حزيران الماضي، مزّق سلوان موميكا، وهو عراقي مقيم في السويد، نسخة من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة تصريحاً بتنظيم تجمع رضوخاً لقرار قضائي، وهو ما قوبل بموجة استنكار وتنديد واسعة في العالمين العربي والإسلامي، وأعاد الأمر نفسه يوم 20 يوليو/تموز 2023.
رداً على ذلك، دعا مفتي سلطنة عُمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، السبت 22 يوليو/تموز 2023، الدول الإسلامية إلى قطع علاقاتها مع السويد، وقال إن قطع العلاقات مع ستوكهوهم هو واجب ديني.