باتت سوريا ساحة مشحونة بتوترات المنافسة العسكرية بين أمريكا وروسيا، بسبب الهجمات المتكررة التي شنتها روسيا خلال الفترة الأخيرة على المسيّرات الأمريكية، ما يُنذر بخطر اشتعال المواجهة بين واشنطن وموسكو فوق الأراضي السورية، وفق ما ذكرته صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية.
حيث قال مسؤولون أمريكيون إن يوم الأربعاء، 26 يوليو/تموز، شهد حادثة أخرى تُنذر بخطر اشتعال المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا، بعد أن ألقت مقاتلة روسية قنابل إنارة أصابت جناح مسيَّرة أمريكية من طراز "إم كيو 9 ريبر" أثناء تحليقها شمال غرب سوريا.
جاء ذلك في أعقاب حادثة أخرى وقعت يوم الأحد، 23 يوليو/تموز، وتضررت فيها كذلك مسيَّرة أمريكية من طراز "إم كيو 9″، ولذلك يرى مسؤولون أمريكيون أن ما يحدث هو مساعٍ روسية منسقة للضغط على الجيش الأمريكي من أجل الانسحاب من سوريا. مع العلم أن كلتا المسيرتين الأمريكتين قد تمكنت من العودة إلى القاعدة.
مضايقة الطائرات الأمريكية في سوريا
لم تقتصر مضايقات الطيارين الروس للطائرات الأمريكية في الأسابيع الأخيرة على المسيَّرات، فقد كشف بيان صادر عن الجنرال أليكسوس غرينكويتش، أعلى قائد لسلاح الجو الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، أن مقاتلة روسية تحرشت بطائرة توربينية أمريكية، في 16 يوليو/تموز، بإجراء مناورة بالقرب منها، ما أدى إلى تعريض الطاقم الأمريكي للخطر حين اضطر إلى التحليق عبر بقايا الدخان النفاث للطائرة الروسية.
في أعقاب حادثة يوم الأحد، 23 يوليو/تموز، اعترض البنتاغون علناً على المضايقات الروسية للمسيَّرة الأمريكية، ووصف الأمر بالسلوك غير المهني، ونشر مقطع فيديو للمواجهة المشحونة بين الجانبين.
جاءت حادثة يوم الأربعاء، 26 يوليو/تموز، فأحبطت آمال الأمريكيين في تراجع الروس، بعد أن سلطت الولايات المتحدة الضوء على المناورة الروسية التي تضررت فيها مروحة المسيَّرة الأمريكية، يوم الأحد 23 يوليو/تموز.
علاوة على ذلك، فإن الجانب الروسي لم يصدر عنه أي بوادر ندم على ما ارتكبه مقاتلون روس في واقعة مماثلة، حدثت في مارس/آذار، حين هاجموا مسيَّرة أمريكية من طراز "إم كيو 9" فوق البحر الأسود، وأتلفوا مروحتها الدافعة، فاضطرت الولايات المتحدة إلى تحطيمها في المياه.
روسيا تُكرم طياريها
صحيفة "وول ستريت جورنال" قالت إن ما زاد الطين بلة أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو كرَّم الطيارين الروس الذين شاركوا في الواقعة.
في المقابل، ألقى مسؤول عسكري روسي باللوم فيما حدث على أمريكا، إذ قال الأدميرال الروسي أوليغ غورينوف إن المسيَّرة الأمريكية تحركت "بطريقة خطيرة" تجاه طائرتين روسيتين، فاضطرت المقاتلة الروسية إلى الرد الدفاعي بإطلاق شعلات الإنارة، إلا أن "الولايات المتحدة تواصل تضليل المجتمع الدولي".
في معرض التعليق على ذلك، قال الجنرال الأمريكي المتقاعد فرانك ماكنزي، إن استراتيجية موسكو تقوم على دفع القوات الأمريكية إلى الخروج من سوريا، مستغلةً أن الحضور العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط بات قليل التأثير، "فهم يريدون جعل الأمر شديد الكلفة، بحيث نتحرَّز من المشاركة فيه، ونتراجع عن التمسك بحضورنا" في المنطقة، أي أن "الروس يتخذون التصعيد سبيلاً لدفعِنا إلى التهدئة".
كما دفعت تصرفات موسكو المسؤولين الأمريكيين إلى التفكير في مختلف وسائل الرد العسكرية وغير العسكرية، إذا تمادى الروس في هذه المضايقات إلى حدِّ إسقاط مسيَّرة أمريكية. وقال مسؤول عسكري بوزارة الدفاع الأمريكية: "لا شك أننا أولينا الأمر مزيداً من الاهتمام".
في غضون ذلك، قال الجيش الأمريكي الأربعاء، إنه أرسل 12 مقاتلة متطورة من طراز "إف 35" إلى الشرق الأوسط، لردع الهجمات الإيرانية على الملاحة في مضيق هرمز.