قالت الشرطة البريطانية الإثنين 24 يوليو/تموز 2023 إنها وجهت ثلاثة اتهامات بالإرهاب للداعية البريطاني المسلم، أنجم تشودري، بعد اعتقاله في لندن الأسبوع الماضي، وفق ما ذكرته وكالة رويترز، وأشارت إلى أنه كان في وقت من الأوقات من أبرز الدعاة في بريطانيا.
حسب الشرطة البريطانية فإن تشودري البالغ من العمر 56 عاماً متهم بـ"الانتماء لمنظمة محظورة وإدارة منظمة إرهابية وإلقاء كلمات في اجتماعات للتشجيع على دعم منظمة محظورة"، ومن المقرر أن يمثل تشودري أمام محكمة في لندن الإثنين.
كما قالت الشرطة إنها وجهت اتهاماً أيضاً لكندي يُدعى خالد حسين، يبلغ من العمر 28 عاماً، بالانتماء لمنظمة محظورة إثر اعتقاله في نفس اليوم الذي اعتقل فيه تشودري لدى وصوله إلى مطار هيثرو.
بدأ الداعية المسلم أنجم تشودري في تنفيذ عقوبة بالسجن في بريطانيا في 2016 بعد إدانته بالتشجيع على دعم تنظيم الدولة الإسلامية وتم الإفراج عنه في 2018 بعد أن قضى نصف عقوبته التي كانت مقررة بخمس سنوات ونصف السنة.
بينما فرض على تشودري 20 شرطاً حين إطلاق سراحه، من بينها حظره من الحديث على الملأ، وفرض قيود على مكالماته الهاتفية واستخدامه للإنترنت وحظر اتصاله بأشخاص يشتبه في تورطهم بقضايا تطرف، إلا بموافقة مسبقة من السلطات.
كان على أنجم تشودري، الذي كان يعمل محامياً، ارتداء جهاز تتبع إلكتروني والتزام المنزل في الليل والحصول على إذن لارتياد المساجد والمكوث ضمن مساحة محددة مسبقاً، والتقيد بشروط أخرى مثل لقاء ضباط أمن بانتظام، وفق ما ذكره موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
حياة الداعية أنجم تشودري
فيما لفت تشودري الانتباه بسبب إشادته بمن نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة وقوله إنه يريد تحويل قصر باكنجهام إلى مسجد.
ولد تشودري في بريطانيا عام 1967 وهو من أصل باكستاني وله خمسة من الأبناء، وكان الزعيم السابق لجماعة (المهاجرون) التي أصبحت الآن محظورة، وتم الربط بين أتباعه وعدد من المؤامرات حول العالم.
بدأ تشودري دراسة الطب، ثم اتجه إلى القانون وتخرج كمحام وانتهى به المطاف للعمل في القضايا المدنية وقضايا حقوق الإنسان مثل التمييز العرقي.
اتجه أنجم تشودري إلى التدين بعد أن تعرف على الداعية السوري المولد عمر بكري محمد، الذي أسس واحداً من أفرع سياسة الجهاد المعقدة والتي ظهرت في بريطانيا في أوائل التسعينيات من القرن الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن بكري محبوس حالياً في لبنان، لكنه انشق قبل 20 عاماً عن جماعة "حزب التحرير"، التي تتمتع بنفوذ كبير، ليشكل جماعة "المهاجرون" في بريطانيا، وهو التنظيم الذي يعتقد بأن له صلة بعشرات المشتبه بهم في أعمال إرهابية.
كان تشودري هو الساعد الأيمن لبكري، لكنه أصبح المتحدث باسم جماعة "المهاجرون" بعد فرار بكري من بريطانيا عقب تفجيرات لندن في 7 يوليو/تموز 2005.
باستثناء تهمة بسيطة تتمثل في عدم إبلاغه الشرطة عن تنظيم إحدى المظاهرات، لم يرتكب أنجم تشودري أي مخالفة للقانون البريطاني حتى يونيو/حزيران عام 2014 حينما أعلن عما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
لم يعرف تشودري موقفه إزاء هذا الإعلان عن "الخلافة"، وكانت هي لحظة الحقيقة بالنسبة له. لكنه وبعد ضغط من مساعديه لتحديد موقفه من إعلان قيام "الدولة الإسلامية"، قال في تغريدة على موقع تويتر: "أسأل الله أن يوفق الخليفة".