حالة من الغضب تنتاب الشارع المصري منذ أيام جراء عودة انقطاع التيار الكهربائي في فصل الصيف، ومع ازدياد درجات الحرارة، عبّر الملايين من المصريين عن غضبهم ودهشتهم من انقطاع الكهرباء في ظل معاناة يواجهونها في فصل الصيف، وهو ما دونوه في تغريداتهم وتعليقاتهم على منصات التواصل الاجتماعي.
السلطات من جانبها وفي محاولة منها لتوضيح الأمر واحتواء الغضب الشعبي أعلنت على لسان الشركة القابضة لكهرباء مصر ووفق ما نشرت وسائل إعلام محلية خطة عاجلة لحل أزمة الانقطاعات نتيجة نقص الوقود لتخفيف العبء على المواطنين لحين عودة شبكة الغاز لقوتها، وبالتالي عودة الشبكة القومية للكهرباء للعمل بكامل طاقتها، وتضمنت الخطة عدة محاور أهمها ألا يتخطى زمن العطل ساعة واحدة على المشترك.
غضب في مصر بسبب الكهرباء
حيث كشف مصدر مسئول بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أن الشركة القابضة لكهرباء مصر، وضعت خطة محكمة لتخفيف العبء على المواطنين وتقليل زمن الانقطاعات الناتجة عن تخفيف الأحمال بسبب نقص الوقود، كاشفاً أن ضخ الغاز لمحطات الكهرباء بدأ يشهد انفراجة.
وأوضح المصدر لـ"اليوم السابع"، أن خطة رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر تضمنت تعليمات مشددة لرؤساء شركات توزيع الكهرباء الـ9 على مستوى الجمهورية بفصل التيار بالتناوب بدأ من منتصف الليل حسب الحاجة وألا تتعدى مدة الفصل ساعة متواصلة.
وأشار المصدر إلى أن الفصل الاضطراري من المحتمل أن يبدأ قبل كل ساعة بعد منتصف الليل بـ10 دقائق وبعد بدء الساعة لمدة 10 دقائق وبحد أقصى ساعة، فعلى سبيل المثال أن تلجأ شركة التوزيع لفصل التيار الساعة 1:50 بعد منتصف الليل أو الساعة 2:10 دقائق بعد منتصف الليل ولمدة ساعة بحد أقصى وذلك بهدف أيضاً الحفاظ على سلامة المواطنين ليأخذوا كافة الاحتياطات في هذه التوقيتات.
وقال المصدر إن هذه الخطة الهدف منها تخفيف الأعباء على المواطنين في ظل الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، لافتاً إلى أن المهندس جابر دسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر أصدر تعليمات مشددة لرؤساء شركات توزيع الكهرباء الـ9 على مستوى الجمهورية بعدم تخفيف الأحمال على منطقة أو محافظة بعينها لأكثر من ساعة متواصلة، وذلك لحين انتهاء أزمة نقص الوقود.
كان أيمن حمزة المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أكد أنه من المتوقع انتهاء أزمة تخفيف الأحمال على الشبكة من خلال قطع التيار الكهربائي على المشتركين نتيجة نقص الوقود، منتصف الأسبوع الجاري لتعود معها الشبكة القومية للكهرباء لطبيعتها.
في حين ذكرت صحيفة الأهرام أن مواعيد الحاجة إلى فصل التيار تختلف من شركة إلى أخرى، ومن منطقة إلى أخرى، إلا أن توقيت الفصل في حال الحاجة إليه موحد وثابت على رأس الساعة ووفقاً لتوقيتات محددة وحاجة كل شركة إلى الفصل.
وقالت مصادر بقطاع الكهرباء للأهرام إنه لن يتم فصل التيار في أي منطقة خارج هذه التوقيتات، مشيرة إلى أن تخفيف الأحمال يتم بالتناوب بين المناطق المختلفة، بعيداً عن المرافق والمناطق الحيوية.
وعلى مواقع التواصل، عبر البعض عن غضبهم من الانقطاعات المتكررة حتى إن رجل الأعمال المصري المعروف نجيب ساويرس قد عبر عن سخريته من انقطاع الكهرباء في مصر من خلال تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في تويتر.
تخفيف الأحمال في مصر
من جهة أخرى، قال وزير الكهرباء، محمد شاكر، إن خطة تخفيف أحمال الكهرباء "مؤقتة"، وسيتم إيقافها بمجرد توافر الوقود والغاز اللازمين لزيادة حجم الإنتاج لاستيعاب حجم الطلب، فيما أكد أن مصر تمتلك قدرات ضخمة من الإنتاج الكهربائي بفائض يتراوح بين 12-13 ألف ميغاوات، لكن عدم توافر الغاز وراء تطبيق خطة خفض الأحمال.
في سياق متصل، فقد قال مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء لـ"عربي بوست"، إنه من المتوقع أن تنتهي أزمة انقطاع الكهرباء خلال أيام قليلة، مشدداً على أن الحكومة وضعت خطتها لمواجهة الأزمة وأن الأمر يعود إلى حجم الاستهلاك من الغاز المتفق عليه مع وزارة البترول، وأن حاجة وزارة الكهرباء الزائدة من الغاز لتشغيل محطات توليد الكهرباء يتم النقاش حولها الآن مع وزارة البترول في الوقت الحالي.
وعانت مصر من عدم قدرتها على تلبية الطلب المحلي من الكهرباء منذ عام 2009،مما دفعها إلى تبني خطة لتخفيف الأحمال عن طريق قطع التيار بالتناوب، ووصلت هذه الأزمة ذروتها عامي 2012، و2013 مما أدى إلى زيادة عدد ساعات انقطاع التيار.
ومع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد في عام 2014، أنفق مليارات على خطة ضخمة لتطوير قطاع الكهرباء نتج عنها إضافة قدرات بلغت 31 ألف ميغاوات من الطاقة التقليدية والمتجددة ليصبح إجمالي قدرات التوليد الاسمية حوالي 60 ألف ميغاوات – وفقاً لبيانات حكومية – مما دفع الدولة منذ عام 2015 إلى التخلي عن خطة تخفيف الأحمال، والتوسع في خطط تصدير الفائض للدول المجاورة.