قال حاكم منطقة أوديسا الأوكرانية، الجمعة، 21 يوليو/تموز 2023، إن الصواريخ الروسية أصابت صوامع حبوب تابعة لمؤسسة زراعية في المنطقة في الليلة الرابعة على التوالي من الضربات الجوية على جنوب أوكرانيا، في وقت أطلقت فيه البحرية الروسية صواريخ مضادة للسفن خلال "تدريب" في البحر الأسود.
إذ قال أوليه كيبر، حاكم منطقة أوديسا، إن شخصين أُصيبا في الهجوم على المؤسسة الزراعية، لكنه لم يحدد مكان المؤسسة.
وكتب على تطبيق المراسلة تليغرام "للأسف تم قصف صوامع حبوب تابعة لمؤسسة زراعية في منطقة أوديسا. لقد دمر العدو 100 طن من البازلاء و20 طناً من الشعير".
حاكم أوديسا أضاف أن روسيا أطلقت صواريخ كاليبر كروز من البحر الأسود على ارتفاع منخفض، مما مكنها من تفادي أنظمة الدفاع الجوي، مشيراً إلى أن صاروخين أصابا مخازن الحبوب، مما تسبب في نشوب حريق.
وضرب صاروخ آخر المؤسسة الزراعية نفسها خلال إخماد النيران، مما أدى إلى إتلاف المعدات الزراعية ومعدات الإنقاذ.
كما أظهرت صور من مكان الحادث اندلاع حريق بين الأبنية المعدنية المنهارة، التي بدت وكأنها مخازن، وتعرضت عربة إطفاء لأضرار بالغة.
Consequences of the Kalibr missile attack on an agro-industrial enterprise in the #Odesa region. pic.twitter.com/EQSEQwzbI0
— NEXTA (@nexta_tv) July 21, 2023
وشهد جنوب أوكرانيا، الخميس، "ليلة جحيم" جديدة بعد ضربات روسية استهدفت أوديسا، الميناء الكبير على البحر الأسود، لليلة الثالثة على التوالي منذ انتهاء العمل باتفاق مهم لإمداد العالم بالمواد الغذائية.
واتهمت كييف موسكو باستهداف بنية موانئها التحتية، بهدف منع أي إعادة تصدير محتمَلة للحبوب الأوكرانية.
وكان قُتل 3 مدنيين على الأقل وأُصيب أكثر من 20 آخرين في هذا القصف على أوديسا وميكولاييف، كما أعلنت السلطات المحلية التي بثت صوراً تُظهر مباني مشتعلة وواجهات مدمَّرة.
تدريب بالصواريخ المضادة للسفن
إلى ذلك، أعلنت موسكو الجمعة أن القوات الروسية أجرت "تدريباً" في شمال غرب البحر الأسود، أطلقت خلاله صواريخ مضادة للسفن لضرب هدف في البحر، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وزارة الدفاع الروسية قالت إن سفناً تابعة لأسطول البحر الأسود الروسي أطلقت صواريخ كروز مضادة للسفن "على زورق حدد هدفاً في منطقة التدريب القتالي في الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود"، وهي منطقة تعتبر موسكو منذ الخميس السفن المتوجهة إلى أوكرانيا فيها "زوارق عسكرية محتملة".
وأوضحت موسكو أن "بيانات قياسات البعد والمراقبة بواسطة الفيديو من المسيرات الجوية أكدت نجاح التدريب القتالي"، مؤكدة أن "السفينة الهدف دُمِّرت إثر الضربة الصاروخية".
كما أفاد الدفاع الروسي أن طيران الأسطول قام بالتنسيق مع سفن "بأعمال لعزل المنطقة المغلقة مؤقتاً أمام حركة الملاحة" و"لاحتجاز السفينة".
وأكدت روسيا، الأربعاء، أنها ستعتبر اعتباراً من الخميس السفن المتوجهة إلى أوكرانيا في البحر الأسود بمثابة "سفن حربية محتمَلة" والدول التي ترفع علمها أطرافاً في النزاع.
وأضافت موسكو أن "عدة مناطق في الأجزاء الشمالية الغربية والجنوبية الشرقية من المياه الدولية في البحر الأسود أعلنت مؤقتاً خطرة العبور".
اتفاق الحبوب
وتصاعد التوتر في البحر الأسود منذ انسحاب موسكو هذا الأسبوع من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، الذي يعتبر أساسياً لإمدادات الغذاء العالمية.
وأتاح الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية تركيا والأمم المتحدة، لسفن الشحن المحمّلة بالحبوب، الإبحار من الموانئ الأوكرانية عبر ممرات بحرية آمنة.
والثلاثاء، حذّر الكرملين من "مخاطر" جديدة في البحر الأسود بعد انتهاء العمل باتفاق الحبوب الموقع في يوليو/تموز 2022 تحت إشراف الأمم المتحدة وتركيا، والذي رفضت موسكو تمديده، منددة بعراقيل أمام تجارة منتجاتها الغذائية.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، استعداد موسكو للعودة إلى اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية في حال تمّت الاستجابة "لكامل" مطالبها، وإلا فإنّ تمديد هذا الاتفاق "لن يصبح له معنى".
في المقابل، طالبت كييف التي تتهم موسكو بقصف محطات الحبوب بتسيير "دوريات عسكرية" بحرية بتفويض من الأمم المتحدة، ولم تتلقَ جواباً بعد.
وخلال عام، أتاح الاتفاق إخراج حوالي 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية، ما ساهم في استقرار أسعار المواد الغذائية العالمية وإبعاد مخاطر حصول نقص.