أعربت الصحافة اليونانية عن خيبة الأمل حيال مكاسب تركيا في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مشيرة إلى أن الخاسر الأكبر في "لعبة التوازنات" بين الولايات المتحدة وتركيا هي أثينا، بحسب ما رصدته صحيفة Akşam التركية، الأحد 16 يوليو/تموز 2023.
لم ينقطع الحديث في الصحافة اليونانية عن اجتماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، على هامش قمة الناتو في ليتوانيا، والتأثيرات المتوقعة لهذا الاجتماع الذي انعقد الأربعاء 12 يوليو/تموز 2023.
ففي معرض تقييم نتائج قمة الناتو، استفاضت الصحافة اليونانية في الحديث عن "سؤالين مهمين لأثينا في تلك القمة: أولاً؛ هل خرج أردوغان فائزاً منها أم لا؟ وثانياً؛ هل خرجت اليونان فائزة أم لا؟".
تركيا رابحة واليونان خاسرة
وتعتقد الصحافة اليونانية أن تركيا خرجت رابحة من هذه القمة، فقد حصلت على ما تريده في مسألة السويد؛ وحظر أنشطة تنظيم غولن الإرهابي وحزب العمال الكردستاني؛ ورفع القيود المفروضة على صناعة الدفاع التركية.
وانتقدت الصحافة اليونانية انحياز أثينا إلى محور السياسة الخارجية الأمريكية، وقالت إن وقوع التأثيرات السلبية لاعتماد اليونان على الولايات المتحدة مسألة وقت ليس أكثر من ذلك. وزعمت أن الغرب سيقدم مزيداً من التنازلات لأنقرة؛ لإبقاء تركيا إلى جانبه، وهذا الأمر سيزيد من الضغوط الواقعة على اليونان.
وذكرت تلك الصحف أن اليونان هي الخاسر الأكبر في "لعبة التوازنات" بين الولايات المتحدة وتركيا، أما "اليونان فتتصرف كأنها أكثر الدول قلقاً من ابتعاد تركيا عن الغرب"، بل "صار الأمر يستدعي أن نفحص السلوك اليوناني من منظور (متلازمة ستوكهولم). فنحن نتصرف كأن تركيا ليست منافساً استراتيجياً في الإقليم، بل هي دولة مهيمنة لا يمكننا إلا أن نقبل رغباتها كالقدر المحتوم".
وقالت الصحافة اليونانية إن الولايات المتحدة سلَّمت إلى اليونان أسلحة قليلة الفائدة كانت تريد التخلص منها لعدم حاجتها إليها. وحذرت حكومة أثينا بالقول: "الحكومة اليونانية لا تدرك أن ما يحدث في تركيا تهديد استراتيجي لأمننا القومي. وما دامت اليونان تعتمد على دول أخرى [لبلوغ مصالحها]، فإنها لن تربح أبداً".
واستمر التوتر في العلاقات الثنائية بين تركيا واليونان على مدار سنوات، وخصوصاً حول جزر بحر إيجة، وقبرص التركية، وحقوق التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، ولكن على الرغم من ذلك لم يتضرَّر حجم التبادل التجاري بينهما.