هدد ما لا يقل عن 180 من كبار الطيارين المقاتلين ونخبة الكوماندوز ومتخصصون بالاستخبارات الإلكترونية في قوات الاحتياط بالجيش الإسرائيلي، بأنهم لن يستمروا في خدمتهم التطوعية، في حال مضت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطة "الانقلاب القضائي"، التي تهدف للحد من نفوذ القضاء بحلول نهاية شهر يوليو/تموز الجاري.
صحيفة The New York Times الأمريكية، قالت السبت 15 يوليو/تموز 2023، إن جنود الاحتياط افي الجيش الإسرائيلي أبلغوا تهديدهم إلى قادتهم، مشيرةً إلى أن نحو 12 شخصاً استقالوا بالفعل من الخدمة، في حين ناقش مئات آخرون بالفعل إمكانية ذلك، خلال اجتماعات شخصية ومنتديات إلكترونية هذا الأسبوع.
يستعد هؤلاء لتعليق خدمتهم رسمياً في الأيام المقبلة، وفقاً لمقابلات مع 12 من هؤلاء الاحتياط وخطابات استقالة جماعية، قالت الصحيفة الأمريكية إنها اطلعت عليها.
اثنان من كبار مسؤولي الدفاع تحدثا للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويتهما، قالا إن القادة العسكريين في الجيش الإسرائيلي يخشون أن يكون لذلك تأثير كبير على قدرة القوات المسلحة الإسرائيلية، ولا سيما سلاحها الجوي، وكذلك إغراء الجنود المتفرغين بالتفكير في الاستقالة.
يأتي هذا فيما تعتمد أسراب المقاتلات الإسرائيلية بدرجة كبيرة على الطيارين الاحتياط، الذين يعملون في وظائف مدنية، لكنهم يتطوعون عدة أيام كل شهر للتدريب أو المشاركة في مهام القتال والاستطلاع.
أدوار مهمة في الجيش
عادة ما يتولى طيارون احتياطيون ومشغلو الطائرات المسيرة، أمر الضربات الإسرائيلية المنتظمة على غزة وسوريا، والمهام الدورية فوق إسرائيل، ومهام المراقبة في لبنان والضفة الغربية المحتلة، وهؤلاء يتمتعون في كثير من الأحيان بخبرة تفوق خبرة العاملين بدوام كامل.
كذلك فإن أي ضربات إسرائيلية مستقبلية ومُحتملة على المنشآت النووية في إيران ستعتمد بشكل كبير على جنود الاحتياط.
والكثير من قوات الاحتياط قلقون من تقليص سلطات القضاء الإسرائيلي، لأنه قد يزيد من خطر تعرضهم للتقاضي في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، ويعزز الحجة التي غالباً ما يطرحها منتقدو إسرائيل، بأن القضاء الإسرائيلي ليس مستقلاً بما يكفي لمحاسبة جيشها.
فرد رفيع المستوى من الاحتياط في الوحدة 8200، وهي وحدة استخبارات إلكترونية نخبوية تراقب تهديدات الإنترنت وتتصدى لها، قال هذا الأسبوع في خطاب استقالة إلى القائد الأعلى للوحدة، إن "التعديلات القضائية الجارية خطوة أولى وخطيرة على طريق الانقلاب القضائي الذي سيقود دولة إسرائيل نحو الديكتاتورية".
أضاف: "أنا أحب دولة إسرائيل، وأرى أن الوقت قد حان للقتال من أجلها ومن أجل صورتها الديمقراطية الليبرالية؛ لذلك أجد نفسي مضطراً لاتخاذ خطوة لم أظن مطلقاً أنني سأضطر لاتخاذها، وتعليق تطوعي في خدمة الاحتياط"، وفق تعبيره.
جنود يستعدون للاستقالة
بحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه من ضمن من أعلنوا نيتهم تقديم الاستقالة، أو من استقالوا بالفعل، طيارون مقاتلون في الجيش الإسرائيلي، ومدربون جويون ومشغلو مسيرات وقراصنة في الوحدة 8200، وضباط احتياط كبار في "سايرت متكال"، وهي وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة الإسرائيلية، التي خدم فيها نتنياهو يوماً.
وفقاً لما اطلعت عليه الصحيفة الأمريكية، فإن ما لا يقل عن 220 من جنود الاحتياط في "سايرت متكال" يستعدون لإصدار خطاب في الأيام المقبلة، يعلنون فيه استقالتهم من الخدمة التطوعية، في حال تمرير مشروع القانون بحلول نهاية يوليو/تموز.
جاء في مسودة خطالب للجنود أنه "ما لم تُعلَّق الإجراءات التشريعية الحالية التي تضر باستقلال النظام القضائي، فلن نتمكن من مواصلة التطوع لخدمة الاحتياط في الوحدة. ونحن ندرك حجم الضرر الذي قد يحدث بسبب ذلك، ولكن في الوقت الحالي ليس أمامنا خيار آخر".
من المتوقع أن يخدم جميع جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي إذا اندلعت الحرب، لكن قرار الطيارين بالتوقف عن التدريب والمهام في غير أوقات الحرب سينتج عنه إضعاف القدرة العسكرية لإسرائيل، إذ يحتاج الطيارون إلى التدريب بانتظام للحفاظ على استعدادهم للمعركة.
يقول مسؤولون إنهم إذا توقفوا عن التدريب ولو لفترات قصيرة فلن يُسمح لهم بالمشاركة في المهام العسكرية الجوية ضمن الجيش الإسرائيلي حتى يستعيدوا مهاراتهم.