ذكرت وزارة الصحة السودانية، السبت 15 يوليو/تموز 2023، أن ما لا يقل عن أربعة مدنيين قُتلوا وأصيب أربعة آخرون في هجوم بطائرات مسيرة شنته قوات الدعم السريع شبه العسكرية على مستشفى في مدينة أم درمان، وجاء الهجوم وسط القتال الذي اندلع في منتصف أبريل/نيسان بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع.
قالت وزارة الصحة: "استهدفت ميليشيات الدعم السريع المتمردة مستشفى السلاح الطبي بأم درمان قسم الطوارئ؛ مما نتج عنه استشهاد 4 مدنيين أمام قسم الطوارئ وإصابة 4 آخرين إصابات كبيرة تحتاج إلى تدخل عاجل لإجراء عمليات جراحية".
ومستشفى "السلاح الطبي" غربي العاصمة يتبع للجيش السوداني ويوجد به الرئيس المعزول عمر البشير وبعض عناصر النظام السابق، بحسب مسؤولين حكوميين. وذكر البيان أن "الاستهداف كان عبر مسيرات تابعة لميليشيات الدعم السريع السبت". وأضاف: "تدين الوزارة هذا الاستهداف للمنشآت الصحية والمستشفيات الذي يتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية وصون حرمة المستشفيات والكوادر الطبية".
وفد الجيش السوداني يسافر جدة لاستئناف المفاوضات
في سياق متصل، قالت مصادر بالحكومة السودانية لرويترز السبت إن ممثلين عن الحكومة وصلوا إلى مدينة جدة السعودية لاستئناف المحادثات مع قوات الدعم السريع التي يدور بينها وبين الجيش السوداني قتال منذ ثلاثة أشهر.
ولم تعلق قوات الدعم السريع على استئناف مفاوضات جدة التي أعلن راعياها السعودي والأمريكي في يونيو/حزيران 2023 "تعليقها" إلى أجل غير مسمى.
وبدأت بشكل منفصل محاولة للتوسط أطلقتها مصر يوم الخميس ورحب بها الجيش السوداني، الذي تربطه علاقات وثيقة بالقاهرة، وقوات الدعم السريع.
وفشلت سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة في وضع حد للقتال الذي اندلع في منتصف أبريل/نيسان في ظل تنافس الجيش وقوات الدعم السريع على السلطة. وأدى هذا الصراع إلى نزوح ما يربو على ثلاثة ملايين شخص، منهم أكثر من 700 ألف فروا إلى البلدان المجاورة.
حرب أهلية في السودان
في حين دعا وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، السبت، إلى مضاعفة الجهود لضمان عدم تحول الصراع في السودان إلى "حرب أهلية لا نهاية لها".
وقال غريفيث، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني، لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا): "على مدى ثلاثة أشهر حتى الآن، عانى شعب السودان معاناة لا توصف وسط أعمال عنف تمزق بلادهم". وأضاف: "مع دخول النزاع شهره الرابع، تزداد خطوط القتال حدة، مما يزيد من صعوبة الوصول إلى ملايين الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة".
وأوضح أن "السودان يعتبر الآن أحد أصعب الأماكن في العالم لعمل العاملين في المجال الإنساني. جنباً إلى جنب مع المنظمات المحلية، نبذل قصارى جهدنا لتقديم الإمدادات المنقذة للحياة".
واستدرك قائلاً: "لكن لا يمكننا العمل تحت تهديد السلاح. لا يمكننا تجديد مخازن الطعام والماء والأدوية إذا استمر النهب الوقح لهذه المخزونات. لا يمكننا التسليم إذا مُنع موظفونا من الوصول إلى المحتاجين".
عملية ناجحة ضد قوات الدعم السريع
من جهته، قال الجيش السوداني، السبت، إنه نفذ عمليات نوعية "ناجحة" لجيوب قوات "الدعم السريع" في مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم. وأفاد الجيش في بيان نشره في صفحته على فيسبوك، بأن "قوات العمل الخاص بسلاح المهندسين نفذت عمليات نوعية ناجحة لتنظيف جيوب التمرد من الميليشيا (الدعم السريع)".
وأوضح أن العمليات جرت "في مناطق المهندسين والعودة وحمد النيل بأم درمان غربي العاصمة الخرطوم". وحتى الساعة 11:30 ت.غ، لم يصدر تعليق من "الدعم السريع" بخصوص عمليات الجيش في أم درمان.
يذكر أنه وفي صباح السبت، تجددت الاشتباكات العنيفة في شمالي وغربي العاصمة الخرطوم بين طرفي الصراع. وأفاد شهود عيان الأناضول، بأن "اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة اندلعت في شمال وغربي مدينة أم درمان منذ الصباح". وأضاف الشهود أن "معارك قوية تدور في أحياء أم درمان القديمة وفي محيط سلاح المهندسين (أحد مقرات الجيش السوداني الاستراتيجية).
فيما تحدث آخرون عن "سماع دوي المدافع الثقيلة في مدينة بحري شمالي الخرطوم، مع تحليق مكثف للطيران العسكري وطائرات الاستطلاع في العاصمة.
ويتبادل الجيش السوداني و"الدعم السريع" اتهامات ببدء القتال منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات.
ومع دخول المعارك شهرها الرابع، تخطت حصيلة الاشتباكات 3 آلاف قتيل، غالبيتهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.