علمت "عربي بوست" من مصادر مطلعة أن قطر وجهت دعوة لكل من أمريكا، والسعودية، ومصر، وفرنسا لعقد اجتماع في الدوحة، في ظل محاولات لعقد حوار لبناني داخلي للبحث في إمكانية الوصول إلى اتفاق حول انتخاب الرئيس.
وتشير المعلومات إلى أن السعودية وقطر تحضران لورقة عمل مشتركة تشمل الاتفاق على الرئاسة، ورئاسة الحكومة وآلية تشكيلها وتعيين حاكم جديد للمصرف المركزي، وقائد للجيش، ومناصب أخرى بالدولة.
من جهة أخرى عقد كل من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا، بعد شهور من القطيعة بين الطرفين على خلفية الملف الرئاسي.
تفاصيل مبادرة قطر
بالمقابل وقبيل عودته إلى بيروت يتوجّه المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان إلى الدوحة التي دعت يوم الإثنين المقبل لمناقشة تطورات الملف الرئاسي اللبناني، وذلك عقب زيارتين أجراهما للبنان.
بالمقابل يؤكد مصدر دبلوماسي عربي لـ"عربي بوست" أن الدوحة والرياض ينسقان بشكل شبه يومي في الملف الرئاسي اللبناني، وهما حريصان بشكل خاص أن يؤدّي هذا الاجتماع إلى حصول اتفاق.
وتخاف الدوحة وقطر أن يتكرّر سيناريو الاجتماع الخماسيّ الذي عُقد في 6 فبراير/ شباط 2023 في باريس، والذي خالفت باريس حينها الإجماع الدولي عبر تبني مرشح حزب الله سليمان فرنجية، ما تسبب بإظهار خلافات عميقة بين الأطراف الخمسة.
وفي هذا السياق، أكد مصدر "عربي بوست" أن هناك اتفاق بين الرياض والدوحة لانتظار ما ستفضي به جولة لودريان اللبنانية، في حال كان هناك اتّفاق واضح على المسار الفرنسي ويتكامل مع النظرة المشتركة لباقي الدول أي واشنطن والقاهرة والدوحة مع الرياض.
ويشير المصدر إلى أنه، وقبيل حسم موعد الاجتماع الخماسي، التقى لودريان بالمستشار الحكومي السعودي نزار العالولا، وأخبره بخلاصة لقاءاته مع الأطراف اللبنانية، وإمكانية تحقيق توافق بانتخاب رئيس للبلاد يحظى بتوافقات داخلية وخارجية.
بالمقابل يؤكد المصدر أن لدى المسؤولين في الدول خمسة أسماء مرشحة لرئاسة الجمهورية وهم قائد الجيش جوزيف عون، ووزير الخارجية السابق ناصيف حتي، ووزير الداخلية السابق زياد بارود، إضافة للنائب نعمة أفرام.
أما بخصوص لرئاسة الحكومة فالأسماء المقترحة هي: وزيرة الداخلية السابقة ريا الحسن، وزير البيئة الحالي ناصر ياسين، والنائبين إبراهيم منيمنة وعبدالرحمن البزري، لكن التوافق على أي اسم من هذه الأسماء يحتاج لتوافقات داخلية وخارجية.
وكشف المصدر أن الاجتماع الخماسي المرتقب في الدوحة، وفور الاتفاق على خارطة طريق مشتركة سيتبعها زيارة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان، ووزير الدولة القطري محمد بن عبدالعزيز الخليفي لتحضير الأرضية لانعقاد مؤتمر يشبه "اتفاق الدوحة" في العام 2008 بين الأطراف اللبنانية.
حزب الله في ضيافة باسيل
وأمام كل تلك التطورات الخارجية حول لبنان، برز حراك داخلي بين الأطراف المتنازعة، حيث زار وفد من حزب الله برئاسة رئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
حيث كانت الجلسة للتأكيد على أن العلاقة بين الطرفين لم تشهد قطيعة نهائية، لكنّ شابها خلافات طبيعية، كما كانت دعوة بين الجانبين معالجة المناخ السلبي العام، وضبط الانفلات على مواقع التواصل الاجتماعي وتعزيز التواصل مجدّداً على مستوى القاعدة.
بالمقابل كشفت مصادر حزب الله لـ"عربي بوست" إلى أن التغيير في مقاربة الطرفين لبعضهما بدأ عقب جلسة 14 حزيران الماضي لانتخاب رئيس للجمهورية، حيث حرص الطرفان على شرح موقفه الذي فُهم بأنه شرط مسبق لأي حوار".
وأكد مصدر "عربي بوست" أن موقف حزب الله من ترشيح فرنجية نهائي، كما أن التقارب الذي حصل كان نتيجة الموقف المشترك بين الطرفين بخصوص تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، وتعيينات المجلس العسكري.
وأشارت المعلومات إلى أن استئناف الحوار بين الطرفين حول الملف الرئاسي يأتي على قاعدة عدم وجود شروط مسبقة، إذ إن باسيل تراجع عن شرطه بسحب ترشيح زعيم تيار المردة سليمان فرنجية مسبقاً.
فيما يتصرف حزب الله على قاعدة أنه أمام مهمة إقناع رئيس التيار الوطني الحر بفرنجية أو أن يقنع باسيل الحزب بمرشح آخر.
وفي المقابل، لم يغيّر التيار الوطني الحر موقفه من هذا الترشيح، إلا أن الانسداد في أفق الأزمة الرئاسية دفع إلى تكون قناعة لدى الطرفين بضرورة الذهاب إلى الحوار وعدم الرهان على تحولات قد لا تأتي بالضرورة في القريب العاجل.