انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مهاجمة المقدسات التي تخص الشعوب، واصفاً ذلك بـ"العمل الإرهابي"، وذلك في إشارة إلى عمليات حرق القرآن، والتي جرى آخرها في السويد بتغاضٍ من الحكومة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء، 12 يوليو/تموز 2023، بختام أعمال قمة زعماء دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، التي جرت على مدى يومين في العاصمة الليتوانية فيلنيوس.
كما أدان أردوغان رفض الدول التي عارضت التصويت على قرار الأمم المتحدة، والذي أدان عملية حرق القرآن.
"حرق القرآن ليست حرية تفكير"
فيما يخص حادثة "حرق القرآن في السويد"، شدَّد الرئيس التركي على أن مهاجمة مقدسات الناس ليست حرية تفكير، بل همجية ونوع من أنواع العمل الإرهابي.
وأضاف أردوغان: "وثّقنا بيانات أدانت فيها الحكومة السويدية الاعتداء السافل على القرآن الكريم على أراضيها"، مشدداً على ضرورة عدم السماح بجرائم الكراهية التي تُهين وتُغضب مليارَي مسلم حول العالم.
كما أشار أردوغان إلى أن مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، أدان حادثة "حرق القرآن الكريم"، ووصفها بـ"جريمة كراهية دينية"، معلناً ترحيب بلاده بهذا القرار.
وخاطب أردوغان الدول التي رفضت قرار إدانة حرق المصحف، وقال: "يجب على الدول التي رفضت القرار أن تعيد النظر بالحرية وحقوق الإنسان لديها".
وشدّد على أن مهاجمة مقدسات الناس ليست حرية تعبير، بل همجية وتخلف ونوع من العمليات الإرهابية.
ودعا كافة الدول التي تشهد تصاعداً في معاداة الإسلام، وليس السويد فحسب، لاتخاذ قرارات حازمة بهذا الشأن.
تركيا لم تعرقل توسع الناتو
وعلى صعيد آخر، أكد أردوغان أن تركيا دعمت دائماً سياسة الباب المفتوح في حلف الناتو، وأنها إلى اليوم لم تعرقل انضمام أي دولة للحلف لأسباب مزاجية.
وأوضح أن انضمام فنلندا للناتو يؤكد موقف تركيا من الدول التي تلتزم بمبادئ الحلف، وتتبنى حقوق الحلفاء، ما يؤكد دعم أنقرة لمبادئ توسيع الحلف مرة أخرى.
وأشار إلى أنه تناول خلال اجتماعات القمة واللقاءات الثنائية ملف انضمام السويد إلى الناتو، لافتاً إلى عقده اجتماعاً ثلاثياً قبيل القمة مع أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ، ورئيس وزراء السويد أولف كريسترسون.
وأضاف: "قيّمنا خلال هذا الاجتماع (الثلاثي) تطلعات تركيا، وبنود مذكرة التفاهم الثلاثية، وتنفيذ السويد لتعهداتها حتى اليوم".
تفاصيل الاتفاق بين تركيا والسويد
وأردف: " قمنا من خلال البيان النهائي بتحديد الخطوات المستقبلية المتعلقة بعملية انضمام السويد، وبناء عليه سنزيد التعاون في مكافحة الإرهاب من خلال الآلية الثلاثية المستمرة، وآلية التعاون الأمني الثنائية المزمع تأسيسها مع السويد على مستوى الوزراء".
وأفاد بأن السويد ستُقدّم أيضاً خارطة طريق تشمل تنفيذ كافة المسائل المدرجة في مذكرة التفاهم الثلاثية، وخاصةً مكافحة المنظمات الإرهابية بشتى أشكالها.
وأوضح أن السويد ستقدم كذلك دعماً فعالاً فيما يتعلق بعملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي ذات الأهمية الكبرى لاقتصاد تركيا، وإعفاء الأتراك من التأشيرة.
وأضاف أن السويد "ستستمر في بذل ما يقع على عاتقها من أجل رفع القيود التي تفرضها على تركيا، وخاصةً في مجال الصناعات الدفاعية، وبناء على المراجعات التي ستتم على هذا الأساس سننتقل إلى المرحلة التالية من عملية انضمام السويد".
وحول موافقة تركيا على عملية انضمام السويد للناتو، أكد أردوغان أن البرلمان التركي الذي يمثل الإرادة الوطنية هو المرجعية التي ستوافق على بروتوكولات انضمام هذا البلد إلى الحلف.
وأعرب عن ثقته في أن السويد ستسجل تقدماً ملموساً بخصوص بنود الاتفاق المبرم.
وأوضح: "أعتقد أنه عندما يعاود البرلمان التركي افتتاح جلساته فإن رئيس برلماننا سيمنح الأولوية لاتفاقية انضمام السويد إلى الناتو من بين الاتفاقيات الدولية".