يؤدي العمل عن بُعد إلى خفض قيمة مباني المكاتب في المدن الكبرى بنحو 800 مليار دولار، ما يسلط الضوء على الخسائر المحتملة التي يواجهها أصحاب العقارات من التغيرات اللاحقة لجائحة كوفيد في اتجاهات التوظيف.
معهد ماكينزي العالمي للاستشارات الإدارية في الولايات المتحدة قال الخميس، 13 يوليو/تموز 2023، في تقرير وضع نموذجاً للتأثير على التقييمات بحلول عام 2030 في 9 مدن على مستوى العالم، إن ما أدت إليه الجائحة من عملٍ هجين -بين مكتب العمل والمنزل- أدى إلى انخفاض الحاجة إلى المساحات المكتبية مع ارتفاع معدلات الشواغر، بحسب ما ذكرته وكالة Bloomberg الأمريكية.
وقال المعهد الاستشاري إن تقدير خسائر التقييم البالغ 800 مليار دولار يمثل انخفاضاً بنسبة 26% مقارنة بمستويات عام 2019، مع احتمال تعمق الضربة إلى 42%.
وقال معهد ماكينزي: "يمكن أن يكون التأثير على القيمة أكبر إذا زاد ارتفاع أسعار الفائدة من ذلك.. يمكن أن يزداد المبلغ إذا قررت المؤسسات المالية المتعثرة خفض سعر الممتلكات التي تموِّلها أو تمتلكها بشكل أسرع".
ويقدم نموذج ماكينزي نافذةً حول كيفية تعامل مالكي العقارات والمقرضين مع التغييرات في مكان عمل الناس في أعقاب الجائحة. ويؤثر هذا التحول أيضاً على قيمة العقارات السكنية وسوق البيع بالتجزئة، حيث تؤثر العادات الجديدة للناس على المكان الذي يتسوقون فيه ويعيشون فيه.
السيناريو المتوقع في المستقبل
وقال ماكينزي إنه في سيناريو معتدل، سينخفض الطلب على المساحات المكتبية بنسبة 13% بحلول نهاية العقد.. لا يزال الحضور أقل بنسبة 30% مما كان عليه قبل الجائحة.
وذكر المعهد أن حركة السير على الأقدام بالقرب من المتاجر في المناطق الحضرية لا تزال أقل بنسبة 10% إلى 20% من مستويات ما قبل الجائحة.
كما أدى انخفاض الحضور في المكاتب إلى انخفاض طلب الإيجارات بالقيمة الحقيقية. وشهدت المدن الأمريكية عموماً انخفاضاً حاداً، حيث أظهرت سان فرانسيسكو ونيويورك انخفاضاً بنسبة 28% و18% على التوالي، بينما كانت المراكز الأوروبية مثل باريس ولندن وميونيخ أكثر مرونة.
من المتوقع أن يستمر هذا التوجه مع شروع عدد أكبر من أصحاب العمل الذين يقومون بتقليص المساحة في تقليل التكاليف بمجرد انتهاء عقود الإيجار طويلة الأجل.
يمكن للمطورين التكيف مع الطلب المتناقص على المكاتب ومساحات البيع بالتجزئة من خلال إنشاء مبانٍ هجينة يمكن تعديل تصميمها وبنيتها التحتية لخدمة استخدامات مختلفة.
وقال تقرير معهد ماكينزي إن مثل هذه التصاميم "ستحمي المالكين من التغيرات في التفضيلات التي يستحيل التنبؤ بها الآن". وأضاف: "نظراً إلى أن المستأجرين سوف يأتون ويذهبون بشكل متكرر، فقد تصبح المباني أكثر قيمة إذا أصبحت أكثر قدرة على التكيف".