قاطع وفد الجيش السوداني في أديس أبابا، اجتماع اللجنة الرباعية لهيئة الحكومة للتنمية "إيغاد" التي انطلقت اليوم الإثنين 10 يوليو/تموز 2023، في العاصمة الإثيوبية لبحث الأزمة في السودان، احتجاجاً على رئاسة كينيا للجنة.
ونقلت الأناضول عن مصدر عسكري سوداني، قوله: "وفد الجيش السوداني في أديس أبابا يقاطع اجتماعات قمة (إيغاد) الرباعية احتجاجاً على رئاسة كينيا للجنة".
وأضاف المصدر مفضلاً عدم ذكر اسمه، أن "الرئيس الكيني وليام روتو، منحاز بشكل صارخ لصالح قوات الدعم السريع"، مؤكداً أن "أجندة اجتماع اللجنة تمضي في اتجاه الاعتراف بـ(قوات) الدعم السريع كطرف موازٍ للجيش السوداني، وهي مسألة مرفوضة جملة وتفصيلاً".
وترأس الرئيس الكيني ويليامز روتو وفد لجنة "إيغاد" الرباعية في المباحثات الرامية إلى التوصل لاتفاق يضمن وقف الأعمال العدائية في السودان، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، واتخاذ خطوات ملموسة لدعم الانتقال السلمي، حسبما نقلت هيئة الإذاعة الكينية "كي بي سي".
والخميس، رحب وزير الخارجية السوداني علي الصادق، بمبادرة "إيغاد" لحل الأزمة في بلاده "شريطة التشاور مع الحكومة (السودانية)"، كما رحب رئيس وفد قوات الدعم السريع، والسفير السعودي بالخرطوم، ومسؤولة أمريكية بالمشاركة في قمة الإيغاد بشأن أزمة السودان.
لكن الصادق جدد الإعراب عن اعتراض الخرطوم على "رئاسة كينيا للجنة إيغاد الرباعية" بشأن السودان، معتبراً أن "نيروبي تسترشد في التعاطي مع الشأن السوداني بالمبادرات الدولية، الأمر الذي لا يخدم مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية".
مشاركة رؤساء دول وحكومات
وفي وقت سابق من اليوم، كشفت هيئة البث الإثيوبية الرسمية "فانا" عن مشاركة رؤساء دول وحكومات وممثلي منظمات دولية في الاجتماع.
إذ قالت إنه بجانب رئيس كينيا، يشارك وزير الخارجية والتعاون الدولي في جيبوتي محمد علي، إضافة إلى سياسيين سودانيين ووفد من قوات الدعم السريع.
كانت "إيغاد" أعلنت في 12 يونيو/حزيران الماضي، تشكيل لجنة رباعية برئاسة كينيا وجنوب السودان وعضوية إثيوبيا والصومال لمعالجة الأزمة في السودان.
وأعلنت مصر، الأحد 9 يوليو/تموز 2023، استضافتها "مؤتمر قمة دول جوار السودان" في 13 يوليو/تموز؛ لبحث سبل إنهاء الاشتباكات المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في البلاد، والتداعيات السلبية له على دول الجوار.
"حرب أهلية شاملة"
كانت الأمم المتحدة حذرت، الأحد، من أن السودان "على حافة حرب أهلية شاملة" قد تزعزع استقرار المنطقة برمتها.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن "الحرب المستمرة بين القوات المسلحة دفعت السودان إلى حافة حرب أهلية شاملة قد تزعزع استقرار المنطقة بكاملها"، حسب ما أفاد نائب المتحدث باسمه فرحان حق في بيان.
وحسب بيان، أعرب غوتيريش، عن "قلقه إزاء تقارير عن تجدد القتال في ولايات شمال كردفان وجنوب كردفان والنيل الأزرق"، مندداً بـ"تجاهل تام للقانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان". وجدّد دعوته إلى وقف القتال و"التزام وقف دائم للأعمال العدائية".
ومع اقتراب شهرها الرابع خلّفت الاشتباكات التي زادت حدة بين الطرفين أكثر من 3 آلاف قتيل -أغلبهم مدنيون- وما يزيد على 2.8 مليون نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.