أعربت دول أوروبية وكندا رفضها لقرار واشنطن تزويد الحليف أوكرانيا بقنابل عنقودية، بعد يوم من تأكيد مسؤولين أمريكيين عزم البيت الأبيض تزويد كييف بأسلحة يلقى استخدامها تنديداً واسعاً لتسببها في قتل وتشويه المدنيين.
وقالت الولايات المتحدة الجمعة، إنها ستزود كييف بالقنابل العنقودية المحظورة على نطاق واسع، في إطار حزمة أمنية جديدة بقيمة 800 مليون دولار، مما يرفع إجمالي المساعدات العسكرية الأمريكية إلى أكثر من 40 مليار دولار منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
ورحبت أوكرانيا بالقرار الأمريكي، قائلة إنه سيساعد في تحرير الأراضي الأوكرانية، لكنها تعهدت بعدم استخدام القنابل العنقودية في روسيا.
رفض غربي لقرار واشنطن
من جانبه، قال ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني السبت 8 يوليو/تموز 2023، إن بلاده من بين الدول الموقعة على اتفاقية تحظر إنتاج الذخائر العنقودية واستخدامها وتحث على عدم استخدامها، وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة عزمها تزويد أوكرانيا بها.
وأضاف سوناك للصحفيين: "سنواصل القيام بدورنا لدعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي غير القانوني وغير المبرر".
قبل ساعات من ذلك، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن بلادها تعارض إرسال ذخائر عنقودية لأوكرانيا.
وقالت بيربوك إن ألمانيا تعارض ذلك أيضاً بصفتها من بين 111 دولة عضواً في اتفاقية الذخائر العنقودية.
فيما قالت الحكومة الكندية السبت، إنها تعارض استخدام القنابل العنقودية التي وعدت واشنطن بمنحها لأوكرانيا لاستخدامها في الهجوم المضاد على القوات الروسية، مؤكدة التزامها باتفاقية أوسلو التي تحظر هذه القنابل المثيرة للجدل.
وقالت الحكومة الكندية في بيان: "لا نؤيد استخدام القنابل العنقودية ونلتزم بوضع حد لآثار القنابل العنقودية على المدنيين، وخاصة الأطفال".
وقالت الحكومة الاتحادية في البيان: "كندا ملتزمة تماماً بالاتفاقية ونتعامل بجدية مع التزاماتنا الناشئة عنها لتشجيع تبنيها على الساحة العالمية".
فيما قالت وزيرة الدفاع الإسبانية إنه ينبغي عدم إرسال قنابل عنقودية إلى أوكرانيا، وذلك بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة أنها سترسل هذه الأسلحة إلى كييف لمساعدتها في هجومها المضاد على القوات الروسية.
وقالت الوزيرة مارجريتا روبليس للصحفيين خلال تجمع في مدريد قبيل الانتخابات العامة المقررة في 23 يوليو/تموز: "إسبانيا، بناء على التزامها الراسخ تجاه أوكرانيا، لديها أيضاً التزام قوي بعدم تسليم أسلحة وقنابل معينة تحت أي ظرف".
وأضافت: "لا للقنابل العنقودية، ونعم للدفاع الأوكراني المشروع الذي نفهم أنه ينبغي ألا ينفذ بالقنابل العنقودية".
وقالت روبليس إن قرار إرسال القنابل العنقودية اتخذته حكومة الولايات المتحدة، وليس حلف شمال الأطلسي الذي تنتمي إليه إسبانيا. وهناك تأييد واسع النطاق بين الأحزاب الإسبانية لدعم أوكرانيا وتقديم المساعدة العسكرية لها في الحرب.
رفض حقوقي
وناشدت منظمة هيومن رايتس ووتش كلاً من روسيا وأوكرانيا التوقف عن استخدام الذخائر العنقودية وحثت الولايات المتحدة على عدم تقديمها، وقالت إن قوات الدولتين استخدمتها بالفعل مما أسفر عن مقتل مدنيين أوكرانيين.
وتطلق الذخائر العنقودية عادة عدداً كبيراً من القنابل الصغيرة التي تتسبب في قتل عشوائي في مساحة واسعة؛ مما يهدد حياة المدنيين، وتشكل القنابل الصغيرة التي لا تنفجر خطراً لسنوات بعد انتهاء الصراع.
ويُحظر هذا النوع من القنابل بموجب اتفاقية الذخائر العنقودية، التي فُتح باب التوقيع عليها في أوسلو عام 2008. ورغم توقيع أكثر من 100 دولة على الاتفاقية التي تحظر إنتاج الذخائر العنقودية وتخزينها واستخدامها ونقلها، فإن روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة ليست من الدول الموقعة عليها.