اصطحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، العائد إلى الوطن من زيارة إلى تركيا، السبت 8 يوليو/تموز 2023 خمسة قادة من الكتيبة الأوكرانية السابقة في مدينة ماريوبول أُجبروا على العيش في تركيا بموجب شروط تبادل للأسرى في العام الماضي.
وجاء القادة، الذين يوصفون بالأبطال في أوكرانيا، في طليعة جهود الدفاع العام الماضي عن مدينة ماريوبول الساحلية، وهي أكبر مدينة استولت عليها روسيا خلال الغزو. وقُتل آلاف المدنيين داخل ماريوبول حينما حولت القوات الروسية المدينة إلى أنقاض خلال حصار استمر ثلاثة أشهر.
تفاصيل بقاء قادة أوكرانيين في تركيا
أمرت كييف المدافعين الأوكرانيين، الذين ظلوا صامدين في أنفاق وملاجئ أسفل مصنع للصلب، بالاستسلام في نهاية المطاف في مايو/أيار العام الماضي. وأطلقت موسكو سراح بعضهم في سبتمبر/أيلول في تبادل للأسرى توسطت فيه أنقرة وتُلزم شروطه هؤلاء القادة بالبقاء في تركيا حتى نهاية الحرب.
وقال زيلينسكي الذي اجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة في إسطنبول لإجراء محادثات: "سنعود إلى الوطن من تركيا وسنعيد أبطالنا إلى الوطن".
وأضاف على تطبيق تليغرام للتراسل: "الجنود الأوكرانيون دينيس بروكوبينكو وسفياتوسلاف بالامار وسيرهي فولينسكي وأوليه خومينكو ودينيس شليها. سيكونون أخيراً مع أقاربهم". ولم يوضح زيلينسكي سبب السماح للقادة بالعودة إلى بلدهم الآن. ولم ترد دائرة الاتصالات التركية بعد على طلب للتعليق.
بوتين يزور تركيا خلال أسابيع قليلة
في سياق متصل، فقد قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت، إنه حث روسيا على تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود لثلاثة أشهر على الأقل، وأعلن عن زيارة يقوم بها نظيره الروسي فلاديمير بوتين لتركيا في أغسطس/آب.
وأدلى أردوغان بتصريحاته في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعدما ناقشا مصير الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة العام الماضي للسماح بالنقل الآمن للحبوب من الموانئ الأوكرانية عبر البحر الأسود على الرغم من الحرب في أوكرانيا.
ووصل زيلينسكي إلى تركيا بعد زيارة بلغاريا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا في إطار جولة لبعض الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي تهدف لحث تلك الدول على اتخاذ خطوات ملموسة خلال قمة في الأسبوع المقبل لمنح أوكرانيا عضوية الحلف والتي قال أردوغان إن كييف تستحقها.
مساعٍ لتمديد اتفاق الحبوب
قال أردوغان إن جهوداً تبذل حالياً لتمديد اتفاق تصدير الحبوب لفترات أطول بعد انقضاء أجله في 17 يوليو/تموز. وأضاف أن الاتفاق سيكون إحدى أهم القضايا على جدول أعمال مناقشاته مع بوتين في تركيا الشهر المقبل.
وقال في المؤتمر الصحفي مع زيلينسكي: "نأمل أن يتم تمديده مرة واحدة على الأقل كل ثلاثة أشهر، وليس كل شهرين. سنبذل جهداً في هذا الصدد ونحاول زيادة أجله إلى عامين".
في سياق متصل، فقد قال الرئيسان إنهما ناقشا أيضاً قضية مهمة أخرى لمحادثات أردوغان مع بوتين وهي مسألة تبادل الأسرى والتي قال زيلينسكي إنها كانت أول شيء على جدول أعمالهما. وأضاف أردوغان: "آمل أن نحصل على نتيجة من هذا قريباً".
وذكر زيلينسكي أنه سينتظر حدوث نتائج قبل أن يعلق على الأمر، لكنه أوضح أن المناقشة تطرقت إلى تفاصيل حول إعادة جميع الأسرى بما في ذلك الأطفال الذين جرى ترحيلهم إلى روسيا ومجموعات أخرى.
وأشار أردوغان إلى أن القضية قد تطرح أيضاً في اتصالاته مع الرئيس الروسي قبل زيارته. وقال: "إذا أجرينا بعض المكالمات الهاتفية قبل ذلك، فسنناقشها في الاتصال أيضاً".
وقال الكرملين الجمعة، إنه يراقب المحادثات بين أردوغان وزيلينسكي عن كثب، مضيفاً أن بوتين يقدر بشدة جهود الرئيس التركي للتوسط لإنهاء الصراع في أوكرانيا.
ورداً على سؤال حول التحضير لزيارة بوتين لتركيا في أغسطس/آب، نقلت وكالة تاس للأنباء عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله إن "الاتصالات ممكنة. لا يوجد موعد محدد بعد".
وهددت روسيا، التي تشعر بالغضب حيال كيفية تنفيذ بعض جوانب اتفاق تصدير الحبوب، برفض تمديده لما بعد 17 يوليو/تموز.
وتمكنت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، من الحفاظ على علاقات ودية مع كل من أوكرانيا وروسيا خلال الحرب الدائرة منذ نحو 16 شهراً، وساهمت العام الماضي في التوسط لإبرام اتفاق لتبادل الأسرى. ولم تنضم تركيا إلى حلفائها الغربيين في فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، ومع ذلك ساهمت في تسليح أوكرانيا ودعت إلى احترام سيادتها.
الكرملين يعلق على الخطوة
في سياق متصل، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن تركيا انتهكت اتفاقيات تبادل الأسرى بعدما أطلقت سراح قادة محتجزين تابعين لوحدة عسكرية دافعت لأسابيع عن مصنع للصلب في مدينة ماريوبول الأوكرانية.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بيسكوف قوله إنه بموجب بنود اتفاقيات تبادل الأسرى، كان يتعين بقاء المقاتلين في تركيا حتى نهاية الحرب. وأضاف أن تركيا لم تخبر روسيا بإطلاق سراحهم.