أعدمت إيران علناً، السبت 8 يوليو/تموز 2023، رجلين قالت السلطات إنهما متورّطان في هجوم وقع في أكتوبر/تشرين الأول 2022، على مرقد ديني في مدينة شيراز، الواقعة في جنوب البلاد، وأودى بحياة 13 شخصاً، وتُعد عمليات الإعدام العلنية نادرة نسبياً في إيران، حيث تُنفذ كل عمليات الشنق تقريباً داخل السجون.
وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) قالت إنه "تم تنفيذ حكم الإعدام بحق اثنين من الضالعين الرئيسيين في الهجوم الإرهابي على الزوار، في مرقد أحمد بن موسى عليهما السلام" في مدينة شيراز، العام الماضي.
أُعدم الرجلان فجراً في أحد شوارع شيراز في محافظة فارس، وقالت الوكالة الإيرانية إنه "تم تنفيذ حكم الاعدام شنقا فجر اليوم السبت بحق محمد رامز رشيدي، وسيد نعيم هاشمي قتالي، وهما من العناصر الرئيسية الضالعة في الحادث الإرهابي، بعد إدانتهما بالمساعدة على الإفساد في الأرض والبغي، والعمل ضد الأمن القومي للبلاد".
بحسب الوكالة أيضاً، كانت المحكمة العليا في البلاد قد رفضت في وقت سابق استئناف محامي الدفاع عن المتّهمَين.
وفقاً لتقارير إعلامية إيرانية، فإن الرجلين "اعترفا" خلال محاكمتهما بأنهما كانا على صلة بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في أفغانستان المجاورة، وأنهما "ساعدا في التخطيط للهجوم على مرقد شاهجراج في مدينة شيراز".
سبق أن أعلن تنظيم "داعش"، الذي كان يشكل في وقت ما تهديداً للأمن في الشرق الأوسط، مسؤوليته عن أعمال عنف في إيران، منها هجوم مزدوج أسفر عن سقوط قتلى في 2017، استهدف البرلمان وضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني.
كان الهجوم قد وقع يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وقُتل فيه 13 شخصاً وجرح 25 شخصاً في الاعتداء على مرقد السيد أحمد بن موسى الكاظم في شيراز، والذي يعد من أبرز المزارات الدينية في جنوب الجمهورية الإسلامية.
توفي المنفّذ الرئيسي للهجوم متأثّراً بجروح أصيب بها أثناء توقيفه، وعرَّفت عنه وسائل الإعلام الإيرانية بأنّه يُدعى حامد بدخشان، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أعلنت إيران عن توقيف 26 إرهابياً تكفيرياً، بحسب تعبيرها، من أفغانستان وأذربيجان وطاجيكستان، على صلة بالهجوم.
أتى هجوم شيراز بعد أكثر من شهر من اندلاع احتجاجات في إيران على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران، لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
كانت قد اندلعت اضطرابات على مستوى البلاد قبل ثلاثة أشهر، إثر وفاة مهسا أميني، وهي امرأة إيرانية كردية تبلغ من العمر 22 عاماً، بعد أن احتجزتها شرطة الأخلاق التي تفرض قوانين إلزامية تتعلق بالملابس في الجمهورية الإسلامية.
تحولت المظاهرات إلى ثورة شعبية من قبل الإيرانيين الغاضبين، من جميع طبقات المجتمع، ما يشكل أحد أهم التحديات للنخبة الدينية الشيعية منذ الثورة الإسلامية عام 1979، فيما ألقت إيران باللوم على أعدائها الأجانب وعملائهم في الاضطرابات.
يُشار إلى أنه بحسب منظمة العفو الدولية، فإن إيران تحتل المركز الثاني عالمياً بعد الصين من حيث أحكام الإعدام المنفذة.