شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الخميس، 6 يوليو/تموز 2023، في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة البلجيكية بروكسل، على ضرورة ألا يفرض حليف محتمَل عقوبات أو قيوداً على صادرات المستلزمات العسكرية إلى تركيا، وذلك في معرض تعليقه على عملية انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
كذلك فقد شدد فيدان على وجوب الوفاء حرفياً بمتطلبات الاتفاق الثلاثي المبرم بين تركيا والسويد وفنلندا. وتابع قائلاً: "السويد اتخذت خطوات من حيث التغييرات التشريعية، ولكن يجب أن ينعكس ذلك على الأفعال". وأردف: "يُشترط على الدول الراغبة في الانضمام إلى الناتو أن تتخذ موقفاً حازماً في مسألة مكافحة الإرهاب".
ولفت فيدان إلى أن أنشطة التنظيمات الإرهابية مستمرة في السويد، وبالتالي فإن التغييرات التشريعية لا يبقى لها أي معنى بالنسبة لتركيا. واستطرد: "كيف يمكن لدولة تسمح بأنشطة تساعد التنظيمات الإرهابية أن تسهم في مكافحة الإرهاب، هذا أمر مفتوح للنقاش".
اجتماع في "الناتو" لمناقشة ملف السويد وموقف تركيا
كان مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالعاصمة البلجيكية بروكسل قد شهد انطلاق الاجتماع الخامس للآلية المشتركة الدائمة المشكَّلة بموجب المذكرة المبرمة بين تركيا والسويد وفنلندا، برعاية أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ.
وتَرأَّس الوفدَ التركي وزيرُ الخارجية، هاكان فيدان، وشارك فيه رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، وكبير مستشاري رئيس الجمهورية، السفير عاكف تشاغطاي قليج، ونائب وزير الخارجية، براق آقجابار. وسبق أن التقى الوفد التركي ستولتنبرغ قبل اجتماع الآلية المشتركة الدائمة.
ووقّعَت تركيا مع السويد وفنلندا مذكرة ثلاثية بخصوص مكافحة الإرهاب، في قمة "الناتو" بالعاصمة الإسبانية مدريد في 28 يونيو/حزيران 2022. وفي إطار المذكرة الثلاثية شُكّلَت آلية مشتركة دائمة عقدت أول اجتماعاتها في 26 أغسطس/آب 2022 بمدينة فانتا الفنلندية.
وفي نهاية مارس/آذار 2023، صدّقَت تركيا على انضمام فنلندا إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فيما لا تزال ترفض التصديق على انضمام السويد التي لم تُوفِّ بالتزامها محاربة التنظيمات الإرهابية ووقف نشاطها على الأراضي السويدية.
"الناتو" يعلق على تطورات ملف السويد
من جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، للصحفيين الخميس، (السادس من تموز/يوليو 2023) بعد اجتماع في بروكسل للتغلب على اعتراضات تركيا على انضمام السويد لعضوية الحلف، إن انضمام السويد للحلف أضحى قريب المنال.
وأضاف "حان الوقت الآن لانضمام السويد للحلف"، موضحاً أن من الممكن أن يصدر قرار إيجابي في قمة الحلف في فيلنيوس الأسبوع المقبل.
كما أعلن ستولتنبرغ عن لقاء بين الزعيمين التركي والسويدي عشية قمة الأسبوع المقبل للدفع بملف عضوية ستوكهولم في الحلف. وقال عقب محادثات في مقر الحلف مع وزيري خارجية البلدين "ما نعمل على تحقيقه هو قرار إيجابي في القمة توضح تركيا عبره استعدادها للمصادقة" على عضوية السويد.
يُشار إلى أن وزير الخارجية السويدي التقى نظيره التركي، الخميس، في مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مسعى لإقناع تركيا بسحب اعتراضها على انضمام ستوكهولم إلى التحالف قبل أسبوع من موعد انعقاد قمة للتكتل.
بايدن يدعم موقف السويد
في سياق متصل، ولدى استقباله في البيت الأبيض، رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، أنه يدعم بشكل كامل انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي. وقال بايدن: "أتطلع بفارغ الصبر" للمصادقة على طلب العضوية الذي "أدعمه بالكامل".
ويزور رئيس الوزراء السويدي واشنطن لحشد الدعم لانضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي. وخلال اللقاء، شكر المسؤول السويدي الرئيس الأمريكي على "دعمه القوي" لمسعى بلاده الانضمام للتحالف العسكري الغربي، مؤكداً أن ستوكهولم "لديها ما تقدمه" للحلف.
كانت الناطقة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيار، قالت إن بايدن وكريسترسون "سيعيدان التأكيد على أن السويد يجب أن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي في أقرب وقت ممكن"، وسيناقشان "التزامهما المشترك بدعم أوكرانيا" في مواجهة روسيا.
وعلى غرار العديد من حلفائها، تريد الولايات المتحدة أن تنضم السويد إلى حلف شمال الأطلسي بحلول انعقاد قمة الحلف الدفاعي يومَي 11 و12 يوليو/تموز في فيلنيوس، وذلك بعد انضمام فنلندا المجاورة إلى الحلف في الرابع من أبريل/نيسان.
لكن تركيا التي أعطت الضوء الأخضر لانضمام هلسنكي إلى الحلف تعرقل انضمام ستوكهولم. وتتعلق الخلافات مع تركيا بموقف السويد من حركات المعارضة الكردية، مثل حزب العمال الكردستاني الذي أدرجته أنقرة على قائمة سوداء، معتبرة أنها مجموعات "إرهابية".
وزاد حادث جديد من فتور العلاقات بين البلدين، عندما أحرق عراقي نسخة من المصحف خارج المسجد الرئيسي في ستوكهولم، ما أثار غضب العالم الإسلامي، فيما وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقادات لاذعة إلى السويد.