حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ شخصياً، فلاديمير بوتين من استخدام أسلحة نووية في أوكرانيا، في دلالة على مخاوف بكين من حرب روسيا حتى في الوقت الذي تقدم فيه دعماً ضمنياً لموسكو، وفقاً لمسؤولين غربيين وصينيين، حسب ما ذكرته صحيفة Financial Times البريطانية.
أضاف المسؤولون أن هذه الرسالة المباشرة نقلها الرئيس الصيني خلال زيارته الرسمية لموسكو، في مارس/آذار، وهي واحدة من أولى رحلات شي خارج الصين، بعد سنوات من العزلة التي فرضتها سياسة منع انتشار كوفيد، بحسب ما جاء في تقرير للصحيفة البريطانية، نُشر الأربعاء 5 يوليو/تموز 2023.
حيث قال المسؤولون إنه من حينها يُنسب للمسؤولين الصينيين الفضل في إقناع الرئيس الروسي بالتراجع عن تهديداته المستترة باستخدام سلاح نووي في أوكرانيا.
كما قال أحد كبار مستشاري الحكومة الصينية إن ردع بوتين عن استخدام هذه الأسلحة كان ضرورياً في حملة الصين لإصلاح علاقاتها المتضررة مع أوروبا. وقد تسبب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022 في خلاف كبير بين موسكو وحليفتها بكين، وعدد كبير من بلدان القارة.
معارضة الرئيس الصيني استخدام النووي
حيث تُعارض الصين باستمرار استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا في تصريحاتها العلنية، لكن العديد من مؤيدي كييف شككوا في التزام بكين بهذه المعارضة، بالنظر إلى شراكة شي "اللامحدودة" مع بوتين و"خطة السلام" التي تتشابه بشكل كبير مع الأفكار الروسية.
على أن تحذير الرئيس الصيني منحهم الأمل في أن بكين تدعم خطابها العلني خلف الأبواب المغلقة، ويحتمل أنها هددت بعواقب على علاقة البلدين ستكون كافية لمنع بوتين من استخدام سلاح نووي.
إذ قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: "الصينيون هم أصحاب الفضل في إيصال هذه الرسالة على كل المستويات".
بينما قال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، في مارس/آذار، إن زيارة الرئيس الصيني "تقلل من مخاطر نشوب حرب نووية، وقد نقل الصينيون رسالتهم بوضوح شديد".
فيما لم تردّ وزارة الخارجية الصينية على الفور على طلب للتعليق، لكن مسؤولاً حكومياً سابقاً أكد أن شي أبلغ بوتين شخصياً بالامتناع عن استخدام الأسلحة النووية، مشيراً إلى أن موقف الصين ضد استخدامها تم تضمينه في الوثيقة التي توضح موقفها من السلام في أوكرانيا.