اندلعت معارك ضارية الثلاثاء، 4 يوليو/تموز 2023، بأنحاء أم درمان في الجزء الغربي من العاصمة السودانية، في الوقت الذي يسعى فيه الجيش السوداني لقطع طرق الإمداد، التي تحاول قوات الدعم السريع إدخال تعزيزات من خلالها للمدينة، حسب ما ذكرته وكالة رويترز.
حيث قال شهود إن الجيش شن ضربات جوية وقصفاً بالمدفعية الثقيلة، فيما وقعت معارك برية في عدة أجزاء من أم درمان. وقالت قوات الدعم السريع إنها أسقطت طائرة مقاتلة، ونشر سكان محليون مقاطع مصورة تظهر طيارين يقفزان من طائرة. ولم يصدر تعليق من الجيش حتى الآن.
اندلع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان، مما أدى لمعارك يومية بالعاصمة، وأجج عمليات القتل بدوافع عرقية في إقليم دارفور بغرب البلاد، وهدد بجر البلاد إلى حرب أهلية طويلة الأمد، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
لكن سرعان ما سيطرت قوات الدعم السريع على مساحات من العاصمة واستدعت مقاتلين إضافيين من دارفور وكردفان، مع تصاعد الصراع، ونقلتهم عبر الجسور من أم درمان إلى بحري والخرطوم، حيث تشكل هذه المناطق الثلاث معاً العاصمة الأوسع عبر ملتقى نهر النيل.
فيما قال سكان محليون، الثلاثاء، إن الاشتباكات في أم درمان كانت الأعنف منذ أسابيع، وإن الجيش حاول كسب مساحات من الأرض، كما حاول صد هجوم لقوات الدعم السريع على قاعدة للشرطة.
إذ قالت مناهل عباس (33 عاماً) من حي الثورة في أم درمان "نحن في حي الثورة، ضرب ثقيل جداً منذ ساعات، طيران ومدافع ورصاص.. أول مرة بالنسبة لنا يكون الضرب بهذا المستوى من دون توقف، ومن كل الاتجاهات".
نشب الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بسبب خلافات حول خطة مدعومة دولياً للانتقال إلى الحكم المدني بعد 4 أعوام من الإطاحة بعمر البشير من السلطة خلال انتفاضة شعبية.
بينما توسطت السعودية والولايات المتحدة في اتفاقات عدة لوقف إطلاق النار خلال محادثات في جدة، تم تعليقها الشهر الماضي، بعد أن انتهك كلا الطرفين اتفاقات الهدنة.
فيما أعلن زعماء قبائل من جنوب دارفور، الإثنين، 3 يوليو/تموز، تحالفهم مع قوات الدعم السريع في خطوة من شأنها تصعيد الصراع في غرب السودان. وتشكلت قوات الدعم السريع في الأساس من عناصر مسلحة ذات أصول عربية ساعدت في سحق تمرد في دارفور بعد سنة 2003 قبل أن تتطور لتصبح قوات محلية معترفاً بها رسمياً.
تشير أحدث إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شرَّد 2.8 مليون تقريباً منذ أن بدأ في منتصف أبريل/نيسان، من بينهم نحو 650 ألفاً عبروا الحدود إلى دول مجاورة.