قال رئيس الإدارة العسكرية في العاصمة الأوكرانية كييف، سيرهي بوبكو، الأحد 2 يوليو/تموز 2023، إن روسيا شنت هجوماً بطائرات مسيرة على كييف، هو الأول منذ 12 يوماً، مشيراً إلى أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت بشكل مبدئي جميع الأهداف لدى اقترابها، فيما حذر الرئيس الأوكراني من "تهديد خطير" بمحطة زابوريجيا النووية.
بوبكو كتب في منشور على تطبيق تيليغرام، إن "العدو شن هجوماً آخر على كييف (…)، في الوقت الراهن لا توجد معلومات عن خسائر محتملة في الأرواح أو أضرار".
من جانبهم، أفاد شهود عيان، نقلت وكالة رويترز أنهم سمعوا دوي انفجارات تشبه أصوات أنظمة الدفاع الجوي تصيب أهدافاً.
كانت صافرات الإنذار قد دوّت في كييف ومنطقتها وعدد من المناطق، في وسط وشرق أوكرانيا، بعد الساعة الثانية صباحاً بالتوقيت المحلي (23:00)، للتحذير من غارات جوية.
بدورها، قالت القوات الجوية الأوكرانية على تطبيق تيليغرام، إن أنظمة الدفاع الجوي شاركت في ساعة مبكرة، اليوم الأحد، في صدّ هجوم جوي شنّته القوات الروسية على كييف.
كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، السبت 1 يوليو/تموز 2023، عن توجيه ضربة لمواقع القيادة الأوكرانية العملياتية والتكتيكية لـ"مجموعة دونيتسك"، وقالت الوزارة في بيان إن "القوات الروسية دمرت بأسلحة بحرية وبرية عالية الدقة، مواقع قيادة مجموعة دونيتسك العملياتية والتكتيكية الأوكرانية".
أضاف البيان أنه "خلال الـ24 ساعة الماضية، واصلت القوات الأوكرانية شن محاولاتها الهجومية الفاشلة في محاور دونيتسك وكراسني ليمانسك وجنوب دونيتسك"، بحسب ما نقلت قناة "روسيا اليوم".
ومنذ 8 يونيو/حزيران 2023، بدأت أوكرانيا هجوماً مضاداً لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، بالاستفادة من الدعم العسكري المقدم من الدول الغربية.
يأتي هذا فيما حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من وجود "تهديد خطير" في محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها روسيا، وقال إن موسكو "مستعدة من الناحية الفنية" لإحداث انفجار في المنشأة، مشيراً إلى أن المخابرات الأوكرانية هي مصدر هذه المعلومة.
زيلينسكي أضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث الذي زار كييف، السبت 1 يوليو/تموز 2023: "هناك تهديد خطير لأن روسيا مستعدة فنياً لإحداث انفجار داخل المحطة، ربما يؤدي إلى تسرّب (إشعاعي)".
لم يُدلِ زيلينسكي بمزيد من التفاصيل، وسبق أن قالت المخابرات العسكرية الأوكرانية إن القوات الروسية لغَّمت المحطة.
كذلك دعا زيلينسكي المجتمع الدولي لإيلاء مزيد من الاهتمام للوضع، في المنشأة الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا، كما حث على فرض عقوبات على شركة روساتوم الحكومية الروسية للطاقة النووية.
من جهته، وقال سانتشيث إنه أراد تأكيد دعمه لأوكرانيا من خلال زيارته لكييف، مع بدء تولي إسبانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي التي تستمر ستة أشهر، وأضاف أن بلاده ستقدم لأوكرانيا حزمة مالية إضافية بقيمة 55 مليون يورو (60 مليون دولار) لدعم الاقتصاد والشركات الصغيرة.
تسيطر روسيا على محطة زابوريجيا الواقعة في جنوب أوكرانيا، منذ أوائل مارس/آذار 2022، أي بعد وقت قصير من شنّ الغزو ضد أوكرانيا.
سبق أن نفت روسيا اتهامات كييف بأنها تستعد لتنفيذ تفجير داخل المحطة، وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بشأن قصف المنشأة الواقعة على مساحة شاسعة من الأراضي.
كانت أوكرانيا قد تعرضت عندما كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي لأسوأ حادث نووي في العالم، وذلك في عام 1986، حين وقع انفجار أعقبه حريق في محطة تشرنوبيل للطاقة النووية، لتنتشر بعده سحب من المواد المشعة في معظم أنحاء أوروبا.
