هدد وزير العدل الفرنسي إريك دوبوند موريتي، السبت 1 يوليو/تموز 2023، بمعاقبة والدَي الأطفال المشاركين في الاحتجاجات المستمرة بالبلاد، على خلفية مقتل الفتى نائل من أصول جزائرية برصاص شرطي قبل أيام، فيما أجّل رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون زيارته المقررة إلى ألمانيا بسبب تواصل الاحتجاجات.
دوبوند موريتي قال في تصريحات صحفية إن "الآباء والأمهات الذين لا يهتمون بأطفالهم (دون 17 عاماً)، ويتركونهم في الخارج ليلاً وهم يعرفون أين يذهبون سيواجهون عقوبات تتراوح بين السجن لمدة عامين وغرامة مالية بقيمة 30 ألف يورو".
أشار موريتي إلى أن المشاركين في الاحتجاجات ينسقون تحركاتهم عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي يمكن للسلطات القضائية أن تطلب من الجهات المعنية عناوين بروتوكول الإنترنت العائدة للمستخدمين.
جاءت تصريحات الوزير الفرنسي بالموازاة مع تواصل الاحتجاجات لليوم الرابع على التوالي، والتي اندلعت عقب مقتل الفتى نائل (17 عاماً)، على يد الشرطة، يوم الثلاثاء 25 يونيو/حزيران 2023.
كان مكتب الادعاء العام الفرنسي قد أفاد بأن الفتى نائل كان يقود سيارة مستأجرة في وقت مبكر الثلاثاء الماضي، عندما أوقفته دورية للشرطة.
أظهر مقطع مصور انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، رجلَي شرطة وهما يحاولان إيقاف السيارة، قبل أن يطلق أحدهما النار من نافذتها على السائق، عندما حاول الانطلاق بها، ما أسفر عن مقتل الشاب، ويواجه الشرطي تحقيقاً رسمياً في جريمة القتل العمد، وقد تم وضعه رهن الاعتقال الأولي.
يأتي هذا فيما أجّل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت 1 يوليو/تموز 2023، زيارة إلى ألمانيا بسبب استمرار الاحتجاجات في بلاده، وأعلن مكتب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أن الزيارة كانت مقررة اليوم الأحد وحتى الثلاثاء المقبل، مضيفاً أنه تم تأجيلها، دون تحديد موعد جديد.
كانت السلطات الفرنسية قد نشرت عشرات الآلاف من عناصر الشرطة من أجل مواجهة الاحتجاجات، وتراجعت حدة أعمال الشغب في فرنسا الليلة الماضية، بعد تشييع جثمان الفتى نائل.
سبق تشييع الجثمان احتجاجات ضخمة ترافقت مع أعمال شغب، وشهدت ليلة الجمعة الماضية إحراق 1350 سيارة، وإضرام النار أو الإضرار بـ234 مبنى، فضلاً عن محاولة إشعال نيران في ألفين و560 نقطة بأماكن عامة، وتعرض 41 مخفراً على الأقل لاعتداءات.
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية، أمس السبت، إصابة 79 عنصراً من الشرطة والدرك، وتوقيف 1311 شخصاً في الاحتجاجات التي وقعت ليلة الجمعة الماضية في أنحاء البلاد.
أعادت الاضطرابات في فرنسا إلى الأذهان أحداث شغب اندلعت في أنحاء البلاد على مدى ثلاثة أسابيع عام 2005، وأجبرت الرئيس آنذاك جاك شيراك على إعلان حالة الطوارئ، بعد وفاة شابين صعقاً في محطة للكهرباء في أثناء اختبائهما من الشرطة.
بدورهم، أصدر لاعبو المنتخب الوطني لكرة القدم بفرنسا بياناً نادراً دعوا فيه إلى الهدوء، ونشر النجم كيليان مبابي البيان على حسابه على إنستغرام، وقالوا فيه "يجب أن يتوقف العنف من أجل الحداد والحوار وإعادة الإعمار".
كما دعت "ساوث وينرز"، وهي إحدى روابط المشجعين في مرسيليا، شبان المدينة إلى "التحلي بالحكمة وضبط النفس"، وقالت "تصرفكم بهذه الطريقة يضر بذكرى نائل (ويدفع) مدينتنا أيضاً نحو الانقسام".
كذلك ألغيت فعاليات منها حفلان موسيقيان في استاد فرنسا بضواحي باريس، وذكرت صحيفة "ويمنز وير ديلي" أن دار سيلين للأزياء، المملوكة لمجموعة إل.في.إم.إتش، ألغت عرضها لأزياء الرجال في عام 2024، الذي كان من المقرر إقامته اليوم الأحد.