انتقد تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة، 30 يونيو/حزيران 2023، إدارة البلاد لعملية الإجلاء من أفغانستان في 2021، مشيراً إلى أن قرارات الرئيس جو بايدن، وسلفه دونالد ترامب، بسحب القوات الأمريكية من هناك كانت لها "عواقب وخيمة على بقاء وأمن الحكومة الأفغانية السابقة".
وخلص التقرير الداخلي للخارجية الأمريكية إلى أن المسؤولين عن عمليات الإجلاء الجماعية من أفغانستان، واجهوا عراقيل بسبب عدم وجود إدارة مركزيّة للأزمة والغموض الذي اعترى مسألة اتّخاذ القرار والرسائل العلنيّة المُلتبسة التي صدرت عن واشنطن آنذاك، وفق ما نقلت "فرانس برس".
فشل في إدارة الأزمات
وانتقد التقرير بشكل غير مباشر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، دون تسميته، بحسب رويترز، ولفت إلى أن الوزارة "فشلت" في توسيع فريق عمل إدارة الأزمات مع تقدم طالبان نحو العاصمة كابل في أغسطس/آب 2021.
كما انتقد التقرير غياب الوجود الدبلوماسي الكبير "للإشراف على جميع عناصر الاستجابة اللازمة"، داعياً إلى إجراء إصلاحات تشمل تعيين مسؤول واحد فقط في أيّ أزمة مستقبليّة، وفصل التخطيط للإجراءات الطارئة عن الاعتبارات السياسيّة.
من جانب آخر، أشاد التقرير بنجاح الجسر الجوّي الذي أتاح إجلاء 125 ألف شخص، بينهم 6 آلاف أمريكي، لكنّه أشار إلى أنّ عمليّة الإجلاء واجهت "تحدّيات كبرى" مرتبطة بواقع أنّ كبار المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن "لم يتّخذوا قرارات واضحة" منذ البداية، لناحية إجلاء الأفغان المعرّضين للخطر.
انتقادات تطال إدارة ترامب
وأضاف التقرير أنّ "التغييرات المستمرّة في التوجيهات، والرسالة التي بُعِثت من واشنطن زادت الارتباك"، لافتاً إلى أنّ إدارة بايدن ورثت تأخيراً في ملفّات طلبات التأشيرات، التي تراكمت خلال إدارة دونالد ترامب.
كما انتقد التقرير إدارة ترامب، التي التزمت بسحب القوات من أفغانستان دون التخطيط لكيفية الاحتفاظ بوجود دبلوماسي في البلاد.
ورأى التقرير أنه في عهد إدارتي بايدن وسلفه ترامب "لم يكن هناك اهتمام كافٍ ورفيع المستوى لسيناريوهات أسوأ الحالات، ومدى السرعة التي يمكن أن يتبعها ذلك".
ووجدت مراجعة الخارجية الأمريكية أن الاستعداد والتخطيط "أعاقهما" إحجام إدارة بايدن عن اتخاذ خطوات يمكن أن تشير إلى فقدان الثقة في حكومة كابول، "وبالتالي المساهمة في انهيارها".
وكانت الاستخبارات الأمريكية تعتقد أنّ الحكومة الأفغانيّة الموالية للغرب قادرة على الاحتفاظ بالسيطرة على كابول "أسابيع أو حتى أشهراً".
ويوضح التقرير أن جائحة كورونا حدّت من العمليات في السفارة الأمريكية في كابل في الأشهر التي سبقت الانسحاب الأمريكي، مما صعب إصدار التأشيرات الخاصة للأفغان، وتسبب بدوره في "فوضى" أعقبت انهيار حكومة الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني".
يُشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد وجه بإنجاز هذا التقرير عقب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وانتهى العمل على هذا التقرير الداخلي لوزارة الخارجية قبل أكثر من عام، لكنّه نُشر الجمعة عشية عطلة نهاية الأسبوع الطويلة في الولايات المتحدة بمناسبة العيد الوطني في الرابع من يوليو/تموز.
كانت انتقادات التقرير موجهة لإدارتي الرئيسين بايدن وترامب، بشأن قرار وعملية سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، مما أضر بحكومة أشرف غني المدعومة من واشنطن، قبل سيطرة طالبان على البلاد قبل نحو عامين.
البيت الأبيض يعترض
في المقابل، عارض متحدث باسم البيت الأبيض هذا الاستنتاج، وأشار إلى تقرير للبيت الأبيض خلص إلى أن إدارة بايدن عقدت اجتماعات مكثفة وتدريبات على الطاولة لاستكشاف سيناريوهات الإخلاء كجزء من عملية التخطيط، بما في ذلك حالات الطوارئ، بحسب رويترز.
في حين دافعت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، عن طريقة تعامل بايدن مع الانسحاب الأفغاني، وقالت للصحفيين، الجمعة: "كان عليه (بايدن) أن يتخذ قراراً".
أضافت أن الولايات المتحدة أنفقت "مليارات الدولارات في حرب لا تلوح في الأفق نهاية لها"، وأن بايدن كان "يريد إنهاء ذلك".
من جانبه، كتب ستيفن تشيونغ، المتحدث باسم ترامب، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "هناك شخص واحد فقط مسؤول عن الانسحاب الكارثي لأفغانستان؛ هو جو بايدن"، بحسب رويترز.
يشار إلى أنه في 15 أغسطس/آب 2021، أعلنت حركة طالبان سيطرتها على أفغانستان، مع دخول العاصمة كابل، وسط فرار مسؤولي وجيش آخر حكومة أفغانية مدعومة من واشنطن، وتزامن ذلك مع عمليات إجلاء أمريكية لمواطنيها وموظفين أفغان عملوا معها.