تلقى عدد من فاحشي الثراء ومستشاريهم في بريطانيا، تحذيرات بأنهم قد يحتاجون قريباً لتوخي الحذر ممن قد يحملون "العصيّ والمشاعل" ما لم يستخدموا ثرواتهم بشكلٍ أكبر لمساعدة الملايين الذين يعانون من أزمة غلاء المعيشة، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.
حيث أخبر مستشارون تقدميون أفراداً من النخبة العالمية وفِرَقهم المالية خلال مؤتمر استثماري نظمته مجلة Spear's البريطانية لاستطلاعات إدارة الثروات، أن هناك "خطراً حقيقياً بحدوث تمرد فعلي" و"اضطراب مدني" إذا اتسعت فجوة عدم المساواة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء الذي أصاب أسر المواطنين.
"ألا يستحق هذا شيئاً؟"
بدورها، حذرت جوليا ديفيز، العضو المؤسسة لجماعة "المليونيرات الوطنيين في بريطانيا"، وهي مجموعة من فاحشي الثراء الذين يطالبون بإنفاذ ضريبة الثروة، من أن الفقر العالمي وحالة الطوارئ المناخية ستزداد سوءاً، ما لم يفعل الأثرياء المزيد لمساعدة المواطنين الأكثر فقراً.
وقالت ديفيز: "يمكن للجميع القول إنها مسؤولية طرف آخر. لكن الأغنياء في المجتمع هم الأشخاص الذين يمكنهم فعلاً فعل شيء حيال ذلك".
أضافت: "لسوء الحظ، فإن الأغنى في المجتمع هم الذين يدعون الآن إلى إبطاء وتيرة معالجة هذه القضايا الضخمة. ربما يعتقدون أنهم سيكونون على ما يرام. أنا بكل صدق لا أعتقد ذلك، وبالتأكيد لا أعتقد أن أطفالهم وأحفادهم سيكونون على ما يرام".
وأخبرت ديفيز الحضور البالغ عددهم حوالي 500 من أثرياء العالم ومستشاريهم أن الفرص أُتيحَت لهم ليكونوا هم "الأبطال" في العالم الآن. وقالت: "يمكن أن تكونوا يا رفاق جزءاً من نقطة التحول التي تحمي أبناءكم وأحفادكم وأبناء وأحفاد عملائكم.. ألا يستحق هذا شيئاً؟".
"لنا دورٌ نلعبه"
في حين طلبت ألكسندرا لويدون، مديرة مشاركة الشركاء في شركة St James's Place البريطانية لإدارة الثروات، من الحضور إلقاء نظرة على قاعة لانكستر التي جلسوا فيها، والبالغ عمرها 113 عاماً في فندق سافوي ذي الخمس نجوم في شارع ستراند بوسط لندن، و"قدر الثروات المجتمعة في هذه القاعة".
وقالت: "الثروات التي نديرها، ما يمكن أن يكون لدينا، في منتهى الضخامة. أعتقد حقاً أن لدينا جميعاً دوراً نلعبه، ليس فقط في تسهيل ما يريده الجيل القادم من العملاء، ولكن أيضاً في تثقيف الجيل الحالي من العملاء".
من جانبها، قالت كلير وودكرافت، الزميلة في مركز العمل الخيري الاستراتيجي بجامعة كامبريدج، إن الجهود الخيرية للأثرياء كانت لها "سمعة سيئة"، لأن هذا المجال "غير مفهوم جيداً، ويُنفَّذ بشكلٍ رديء، ويُساء تنظيمه".
أضافت وودكرافت، التي تعمل مستشارةً لعددٍ من فاحشي الثراء: "غالباً ما يكون هناك، للأسف، الكثير من التركيز على العاطفة وراء العمل الخيري وعامل الشعور بالسعادة، وليس الحاجة الفعلية".
وأشارت إلى أن العديد من الأثرياء يريدون إنشاء مؤسسات تعليمية أو صحية خاصة بهم، دون التحقق مما إذا كانت هناك حاجة لذلك أو معرفة ما إذا كانت هناك مؤسسة خيرية أو برنامج ممول من الحكومة يعمل على معالجة المشكلة.