ندد خبراء من الأمم المتحدة بـ"المعاملة اللا إنسانية" التي يتعرض لها المعتقلون في سجن غوانتانامو الأمريكي سيئ السمعة، مشيرين في تقرير عن أول زيارة يقومون بها للمعتقل، إلى أن آخر 30 معتقلاً في السجن العسكري يتلقون معاملة "قاسية ولا إنسانية ومهينة".
تؤكد شهادة خبراء الأمم المتحدة على أن النهج الأمريكي لم يتغير، وأن الانتهاكات لا تزال مستمرة في "غوانتانامو"، ولفت التقرير الأممي إلى أن المعتقلين يتعرضون لرقابة مستمرة وعزلة، كما أنهم لا يتواصلون مع أسرهم، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
من جانبها، قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة فيونوالا ني أولاين، إن "سوء المعاملة في المعتقل داخل القاعدة الأمريكية في خليج غوانتانامو بكوبا يرقى إلى مستوى انتهاك الحقوق والحريات الأساسية للمعتقلين".
أضافت أولاين أن "المعتقلين المحتجزين منذ نحو عقدين في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر عام 2001، تعرضوا لسلسلة انتهاكات الرعاية الطبية والنفسية"، وكشفت في إحاطة صحافية أن "المعتقلين لم يتمكنوا من التواصل مع عائلاتهم بشكل كافٍ سواء عن طريق الزيارات الشخصية أو المكالمات".
كذلك اعتبرت المسؤولة الأممية أن هذه الممارسات "ترقى في تقديري إلى معاملة قاسية ولا إنسانية ومهينة متواصلة في ظل القانون الدولي".
كانت أولاين، المقررة الأممية الخاصة المعنية بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب، ضمن فريق قام في فبراير/شباط 2023 بزيارة هي الأولى من نوعها إلى معتقل غوانتانامو، بعد محاولات حثيثة منذ عقدين لخبراء أمميين لزيارة المعتقل.
أولاين قالت خلال تقديمها التقرير إن على واشنطن التصدي للانتهاكات الصارخة للحقوق المتعلقة بالمعتقلين، ولفتت إلى أن "عمليات التسليم والتعذيب الممنهجة في مواقع عدة تشكل أكبر عائق أمام الإيفاء بحق الضحايا بالعدالة والمساءلة".
مع ذلك رحبت أولاين بانفتاح إدارة الرئيس جو بايدن التي سمحت لفريقها بزيارة غوانتانامو وفحص طريقة معاملة المعتقلين الذين وصل عددهم، في السابق، إلى 800 معتقل.
أعطت مع ذلك توصية لإغلاق السجن الذي لا يزال خارج النظام القضائي الأمريكي، وقالت إن "على الحكومة الأمريكية ضمان المحاسبة عن جميع الانتهاكات للقانون الدولي، سواء في ما يتعلق بضحايا ممارسات مكافحة الإرهاب وأيضاً المعتقلين الحاليين والسابقين وضحايا الإرهاب".
كذلك لفتت أولاين إلى أن "المحاسبة تشمل الاعتذار والإنصاف الكامل والتعويضات لجميع الضحايا".
في رسالة أولاين بشأن التقرير، قالت ميشيل تايلور، المندوبة الأمريكية لدى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، إن الولايات المتحدة لا تقبل جميع تقييماتها، وأضافت: "نحن ملتزمون بتوفير معاملة آمنة وإنسانية للمعتقلين".
كانت محاكمات المعتقلين العسكرية قد توقفت لسنوات على خلفية مسألة إمكانية حصولهم على محاكمة عادلة في حال كانوا قد تعرضوا للتعذيب، وقالت أولاين إن "هذا غير عادل أيضاً لضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول" 2001.
يقع معتقل غوانتانامو في خليج غوانتانامو، وهو سجن سيئ السمعة، بدأت السلطات الأمريكية باستعماله سنة 2002، وذلك لسجن من تشتبه في كونهم إرهابيين، ويعتبر السجن سلطة مطلقة لوجوده خارج الحدود الأمريكية، وذلك في أقصى جنوب شرق كوبا، ويبعد 90 ميلاً عن فلوريدا.
لا ينطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان إلى الحد الذي جعل منظمة العفو الدولية تقول إن معتقل غوانتانامو الأمريكي يمثل همجية هذا العصر.