كشفت مذكرات داخلية مسربة أن وزارة الداخلية في بريطانيا قررت إعادة فتح فندق سيئ السمعة في برايتون، اُختطف منه عشرات الأطفال، لإيواء الأطفال غير المصحوبين بذويهم، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 25 يونيو/حزيران 2023.
اُضطرت وزارة الداخلية إلى إغلاق مجموعة من الفنادق المخصصة للأطفال غير المصحوبين بذويهم بعد أن كشفت صحيفة The Observer عن اختفاء أعداد كبيرة منهم، وتعرُّض كثيرين للاختطاف من العصابات الإجرامية. ومطلع هذا الشهر، أكد وزير الهجرة روبرت جينريك للبرلمان، أنه "لا يوجد أطفال غير مصحوبين بذويهم في الفنادق بتاتاً".
مع ذلك، تكشف رسالة من مسؤول لجوء كبير في فندق برايتون- الذي اختفى فيه ما لا يقل عن 136 طفلاً- أن الفندق سيعاد فتحه يوم الثلاثاء 27 يونيو/حزيران، لإيواء الأطفال من طالبي اللجوء الذين وصلوا مؤخراً إلى المملكة المتحدة دون آباء أو مقدمي رعاية.
تقول هذه الرسالة: "بشرى سارة. سنبدأ العمل بحلول 27 يونيو/حزيران. يمكننا إخباركم بالأرقام لاحقاً فور أن يبدأ الأطفال في الوصول".
إجمالاً، اختفى أكثر من 400 طفل غير مصحوبين بذويهم من فنادق تديرها وزارة الداخلية في بريطانيا. ومن هؤلاء، لا يزال 154 في عداد المفقودين، وفقاً لمناقشات برلمانية أخيرة، رغم محاولات الشرطة العثور عليهم.
فيما أثار اختفاء هؤلاء الأطفال مخاوف من احتمالية تعرضهم للاختطاف من عصابات منظمة وإجبارهم على الإجرام. ويبدو أن البعض تم الاتجار بهم، بينما عثرت الشرطة على آخرين في أماكن بعيدة مثل أسكتلندا.
كما قالت مصادر السبت 24 يونيو/حزيران، إن الشرطة عثرت على 12 طفلاً من برايتون اعتُقلوا لارتكابهم جرائم، من بينها العمل في مزارع القنب. وعثرت الشرطة على دلائل على تعرض بعضهم للاستغلال. ويُزعم أن أحد الأطفال، وكان ضحية اعتداء، أُكرِه على العبودية.
بينما قال مصدر يعمل في خدمات الأطفال في برايتون، وطلب عدم ذكر اسمه، إنه منزعج بشدة من نية وزارة الداخلية إعادة فتح فندق برايتون. وأضاف: "لا أظن أنها مصادفة أن تغلق هذه الفنادق بعد فضيحة الأطفال المفقودين. والآن بعد أن خفتت الضجة الإعلامية، يعيدون فتح المكان نفسه، وهذا مشين".
كما أشار مجلس مدينة برايتون وهوف إلى عزمه على منع وزارة الداخلية من إعادة فتح الفندق. وقالت بيلا سانكي، رئيسة المجلس التي تنتمي إلى حزب العمال، لصحيفة The Observer: "نرى أنه من غير القانوني أو الأخلاقي إعادة الأطفال إلى هذا الفندق".
قبل ثلاثة أسابيع، حذر المجلس وزارة الداخلية في بريطانيا من اتخاذ إجراءات قانونية بحقها إذا حاولت إعادة الأطفال إلى هذا الفندق. وقال: "طلبنا تأكيدات بأنهم لن يفعلوا ذلك. وإذا فعلوا ذلك، فقد حذرناهم من أننا سنقاضيهم".
من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الداخلية: "بسبب الزيادة في عمليات عبور القوارب الخطيرة، لم يكن أمام الحكومة أي بديل سوى استخدام الفنادق لمنح الأطفال طالبي اللجوء غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى المملكة المتحدة سقفاً فوق رؤوسهم. وراحة الأطفال والقُصَّر تحت رعايتنا أولوية مطلقة، وتتوافر حراسة على مدار الساعة في كل فندق يستخدم لإيوائهم".