قفزت نسبة البريطانيين الراغبين في العودة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2016، بعد مرور سبع سنوات على استفتاء خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وذلك وفقاً لصحيفة The Guardian البريطانية السبت 24 يونيو/حزيران 2023.
وأصبح كل من البريطانيين والأوروبيين أقل احتمالاً للاعتقاد بأنَّ بلداناً أخرى ستتبع نموذج البريكست، ويُعَد البريطانيون أكثر تفاؤلاً حيال مستقبل الاتحاد، لدرجة أنَّهم يثقون في المفوضية الأوروبية أكثر من حكومتهم.
حيث تشير البيانات في دراسة شركة YouGov الأخيرة لمتابعة خروج بريطانيا من الاتحاد إلى أن 58.2% من الأشخاص في بريطانيا من شأنهم أن يُصوِّتوا الآن لإعادة الانضمام إلى الاتحاد، باستثناء أولئك الذين قالوا إنَّهم لن يُصوِّتوا أو قالوا إنَّهم لا يعرفون.
وهذه النسبة المئوية ارتفعت بشكل ثابت تقريباً منذ نسبة 47% المنخفضة المُسجَّلة في أعقاب الاستفتاء في مطلع 2021.
وأظهرت أرقام YouGov أنَّ الدعم لاستمرار العضوية في معظم البلدان الأعضاء بالاتحاد الأوروبي المشمولة بالدراسة قد عاد الآن إلى المستويات التي كان عليها قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي أدى إلى اندفاع قوي في المشاعر المؤيدة لأوروبا.
وعند سؤالهم عما إن كانوا سيُصوِّتون للبقاء في الاتحاد الأوروبي أو المغادرة في استفتاء على غرار البريكست، قال 62% من المستطلعة آراؤهم في فرنسا، و63% في إيطاليا، وهما تقليدياً من بين الدول الأعضاء الأقل حماسة في الاتحاد الأوروبي، إنَّهم سيُصوِّتون للبقاء.
وفي مناطق أخرى من الاتحاد، قال 87% من المستطلعة آراؤهم في إسبانيا الشهر الماضي، مايو/آيار، إنَّهم سيختارون البقاء، إلى جانب 79% في الدنمارك، و70% في السويد، و69% في ألمانيا.
وتعتقد نسبة قياسية من المستطلعة آراؤهم في بريطانيا أيضاً أنَّ البلدان الأخرى الآن من المستبعد أن تتبع نموذجها وتغادر الاتحاد خلال العقد المقبل، فقال 42% إنَّ الأمر مستبعد، صعوداً من نسبة 26% فقط قبل ثلاث سنوات، في حين قال 40% إنَّ الأمر محتمل، بتراجع من نسبة 58%.
الانتماء لأوروبا
وأظهرت الدول الأعضاء في الاتحاد اتجاهاً مماثلاً، إذ قال 45% من المستطلعة آراؤهم في فرنسا إنَّهم يعتقدون أنَّ حدوث عملية خروج أخرى من الاتحاد الأوروبي أمر محتمل، مقارنةً بنسبة 55% في فبراير/شباط 2020. وفي ألمانيا، كانت النسبة 36% (بتراجع من 42%)، وكانت في الدنمارك 29 (بتراجع من 41%).
في حين شهدت المشاعر إزاء عضوية الاتحاد الأوروبي تغيُّراً كبيراً في بريطانيا منذ استفتاء البريكست، قالت أغلبية ضئيلة من المستطلعة آراؤهم (51%) إنَّهم لا يزالون يعتقدون أنَّه من المستبعد أن تعاود بريطانيا الانضمام إلى الاتحاد في مرحلة ما بالمستقبل.
مع ذلك، هذا الرقم آخذ بالتراجع بصورة ثابتة تقريباً –كان يبلغ 62% قبل عامين- وقال 29% من المستطلعة آراؤهم في بريطانيا لشركة YouGov في أبريل/نيسان الماضي إنَّهم يعتقدون أنَّه من المحتمل أن يعاود بلدهم الانضمام إلى الاتحاد، صعوداً من نسبة 21% في مطلع 2021.
وفي الاتحاد الأوروبي، كان الأشخاص في إيطاليا (61%) وفرنسا (54%) أقل ثقةً في أنَّ بريطانيا ستعاود الانضمام، في حين كانت الدنمارك (43%) والسويد (49%) أكثر إيجابية حيال الأمر. وفي كل البلدان، قالت نسبة أكبر إنَّها تعتقد أنَّ عودة بريطانيا أكثر احتمالاً مما كانت عليه في عام 2021.
قفزت أيضاً ثقة البريطانيين في مستقبل الاتحاد الأوروبي بصورة لافتة منذ الفترة التالية للاستفتاء مباشرةً. فلأول مرة على الإطلاق قالت نسبة أكبر من المستطلعة آراؤهم في بريطانيا (41%) إنَّهم متفائلون بشأن مستقبل الاتحاد مقارنةً بالمتشائمين (36%).
مع ذلك، كان هنالك قدر أقل من التفاؤل بشأن تأثير البريكست على الاقتصاد البريطاني. فقال نحو 58% من المستطلعة آراؤهم في أبريل/نيسان الماضي إنَّهم يعتقدون أنَّ خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي سيترك أثراً سلبياً، في زيادة كبيرة من مستوى 50% قبل عامين.
وكان المستطلعة آراؤهم خارج المملكة المتحدة في العموم أقل تشاؤماً بشأن مستقبل البلاد من أولئك الموجودين داخلها، وكانوا أكثر احتمالاً للقول بأنَّ مغادرة الاتحاد لن يكون لها تأثير كبير إيجاباً أو سلباً على الأداء الاقتصادي البريطاني.
ولعل الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنَّ البيانات أظهرت أنَّ المستطلعة آراؤهم في بريطانيا الآن أكثر احتمالاً –ولو بهامش بسيط- للقول إنَّهم يثقون في المفوضية الأوروبية (25%) أكثر مما يثقون في حكومتهم.
وتراجعت الثقة في الحكومة البريطانية من مستوى 40% في أبريل/نيسان 2021 –مباشرةً بعد طرح بريطانيا الناجح للقاحات كوفيد 19 ومع تخفيف قيود الإغلاق- في حين تزداد الثقة في المفوضية ببطء منذ عام 2016.