أثارت تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الجمعة 23 يونيو/حزيران 2023، الجدل بعد حديثه في الجلسة الختامية لقمة ميثاق التمويل العالمي الجديد في العاصمة الفرنسية باريس، حول ما وعد به المصريين قبل وصوله إلى الحكم في مصر، وأنه لم يعد المصريين بتحقيق مشاريع ضخمة، بل اكتفى بمطالبة المصريين بالعمل والصبر.
وقد تفاعل الكثيرون على منصات التواصل الاجتماعي؛ حيث انتقدوا تصريحات الرئيس المصري، واستعانوا بتصريحات سابقة له وهو يتحدث عن الصبر ستة أشهر فقط، ثم سنتين لكي يتسلموا مصر دولة أخرى غير التي كانت عليها، وقد قال بعض النشطاء إن السيسي يحاول التمهيد للانتخابات الرئاسية الجديدة في مصر المرتقبة في عام 2024 بمزيد من التهرب من الالتزام بتحسين الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
السيسي يتحدث عن وعوده للمصريين
كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الجمعة 23 يونيو/حزيران 2023، يشارك في الجلسة الختامية لقمة ميثاق التمويل العالمي الجديد في العاصمة الفرنسية باريس، وقال وهو يتحدث باللغة العامية: "الحقيقة إن مداخلتي هتبقى مختلفة شوية، وأرجو إن أنتم تسمحوا لي إني أتكلم بالطريقة دي".
أردف بحسب مقطع فيديو نشره المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية على صفحته على فيسبوك: "أنا هاقول لكم على تجربتي في مصر، وباختصار شديد، كان دايماً في دولنا النامية يبقى فيه وعود كثيرة جداً من جانب القادة للشعوب، يقولها في الانتخابات إني أنا هاعمل لك وهاعمل لك.. وهيعمل له كل حاجة حلوة، أنا لما جيت في الحملة، ما قلتش كده خالص، قلت ما عنديش حاجة أوعدكم بها إلا بالعمل، والعمل، والعمل والصبر، ولم أطلق أبداً مشروعاً إلا عند افتتاحه، إذن مش عاوزين نقول وعود ونتحرك فلا يتحقق من هذا الوعد إلا نسبة بسيطة جداً جداً قياساً بحجم الوعد".
السيسي يتحدث عن الهجرة غير الشرعية في فرنسا
مضى السيسي قائلاً: "صدقوني إحنا بنتكلم كتير عن حقوق الإنسان، وأنا معاكم في دا، بس أنا عاوز أقول لكم إنه في خلال العشر سنين اللي فاتوا، واللي تم رصده حقيقة من أن أعداد الهجرة الأفريقية وإنه إذا لم يجد الناس في إفريقيا الأمل وفرصة في الحياة هيتحركوا نحو اللي عندهم فرصة في الحياة في أوروبا.. ولدينا في مصر 9 ملايين ضيف".
تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام المشاركين في المؤتمر موضحاً: "هل التحدي والخطر واضح لينا كلنا؟ أتصور إنه واضح لينا مش محتاج، وإحنا شوفنا إنه لما كان فيه مخاطر لكوفيد العالم اتحرك إزاي لمجابهته، وحتى لما حصل مخاطر للحرب الروسية -الأوكرانية شوفنا أيضاً إزاي التحرك والإجراءات تم تنفيذها بفاعلية وحسم، إذن الخطر واضح والإرادة تتحول لإجراءات تمكننا إننا نتحرك بفاعلية".
كما أضاف السيسي: "كنت موجود في قمة المناخ في 2015، كان فيه قوة دعم كبيرة جداً لمؤتمر المناخ وساعتها قُدر وخُصص 100 مليار دولار من الدول المتقدمة مساهمة منها، ودا هيتم تكراره سنوياً لصالح المناخ، ودا كان أمر جيد جداً، وأنا كل اللي هاسأله لو إحنا كلنا نفذما الـ100 مليار دولار لصالح تغير المناخ النتائج كانت هتكون إزاي؟ وأتصور إنه الفرق كبير جداً بين الخطة وبين تنفيذها، فقد تكون النتائج أكثر أو أقل شوية، لكن دا ما حصلش".
أضاف أن "الريادة مسؤولية، ولما تكون فيه دول متقدمة وغنية وعندها التكنولوجيا والمعرفة، يبقى عليها مسؤولية تجاه الآخرين الذين لا يمتلكون هذه التكنولوجيا، وقد تكون مسؤولية أخلاقية أو مسؤولية سياسية، وعندما تحدثنا عن الـ100 مليار دولار، تقدمت باقتراح لرئيس الاتحاد الإفريقي وقلت لهم إن إحنا بنعرض عليكم إن البنية الأساسية القارية لإفريقيا هتحول وتغير وجه القارة، وإن كل دولة كفرنسا وألمانيا والصين، ستدفع جزءاً من المبلغ المخصص تدخل بشركاتها وتعمل مشروعات لخدمة البنية الأساسية القارية بالنسبة المخصصة لها".
السيسي يصافح آبي أحمد
في حين شهدت قمة "ميثاق التمويل العالمي الجديد" بباريس، الخميس، مصافحة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد وتبادلاً للابتسامات رغم وجود أزمة بين البلدين بخصوص سد "النهضة".
جاء ذلك بحسب ما نقلته وسائل إعلام مصرية منها "القاهرة 24″، وأظهرته مشاهد نقلتها قناتان خاصتان، هما "القاهرة الإخبارية" و"إكسترا نيوز". وأفادت المصادر ذاتها بأن المصافحة والابتسامات والحوار كانت على هامش مشاركة السيسي وآبي أحمد في القمة الدولية بالعاصمة الفرنسية باريس.
وانطلقت قمة "ميثاق التمويل العالمي الجديد"، الخميس، بحضور قادة من مختلف أنحاء العالم، ومن المقرر أن تختتم الجمعة.
تأتي المصافحة واللقاء النادر منذ نحو عام، في ظل أزمة بين مصر والسودان من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر، لرفض الأخيرة عقد اتفاق حول تشغيل سدها المطل على نهر النيل.
يذكر أنه في 4 يونيو/حزيران 2023 حث الرئيس السيسي إثيوبيا على قبول "حل وسط" بأزمة السد الذي تبنيه منذ أكثر من عقد، وسط خلافات مع القاهرة والخرطوم ومفاوضات مجمدة.
وتتمسك القاهرة والخرطوم بالاتفاق أولاً مع إثيوبيا على ملء السد وتشغيله، لضمان استمرار تدفق حصّتيهما المائية، بينما ترفض أديس أبابا ذلك، معللة ذلك بأن السد الذي بدأت تشييده منذ 2011 "لا يستهدف الإضرار بأحد".
كان السيسي قد سبق أن وصل، الأربعاء، إلى العاصمة الفرنسية باريس للمشاركة في قمة "ميثاق التمويل العالمي الجديد". جاء ذلك حسب ما أوردته قناة "سي بي سي- مصر" على حسابها في تويتر، حيث بثت لقطات مصورة لوصول السيسي إلى باريس. وتستضيف فرنسا في الفترة بين 22 و23 يونيو/حزيران الجاري القمة الدولية "من أجل ميثاق مالي عالمي جديد"، بدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون.