تدخل العلاقة بين الأردن وبريطانيا مرحلة جديدة، مع قرار لندن إضافة المواطنين الأردنيين إلى نظام تصاريح السفر الإلكترونية، اعتباراً من فبراير/شباط 2024، بحسب ما نشر موقع Middle East Eye البريطاني 23 يونيو/حزيران 2023.
وسيُعفَى الأردنيون والمواطنون من دول الخليج من الاضطرار إلى الحصول على تأشيرة المملكة المتحدة، ويمكنهم بدلاً من ذلك الحصول على تصريح السفر الإلكتروني مقابل 12.70 دولار أمريكي فقط، باستخدام تطبيق عبر الإنترنت على هواتفهم المحمولة.
وسيتمكن مواطنو دول الأردن والمملكة العربية السعودية والبحرين وعمان والكويت والإمارات العربية المتحدة قريباً من استخدام ذات النظام الذي يستخدمه الأمريكيون والأستراليون حالياً للسفر إلى المملكة المتحدة.
وصرّح مسؤولون أردنيون وبريطانيون لموقع Middle East Eye بأنَّ القرار سيعزز العلاقات التجارية والتعليمية والثقافية بين البلدين.
رأس مال بشري
والأردن ليس دولة غنية بالنفط مثل قطر، التي سيكون مواطنوها ضمن الموجة الأولى الجديدة من الدول التي تستخدم نظام التصريح الإلكتروني في أكتوبر/تشرين الأول 2021. لكن المُشرّعين والمسؤولين يعتقدون أنَّ ميزته تكمُن في رأس المال البشري.
وقال النائب الأردني محمد السعودي: "الأردنيون يمثلون رجال أعمال وطلاباً وسياحاً واعدين، وجواز السفر الأردني يحظى بالاحترام، والأردنيون في بريطانيا لا يسببون أية مشكلات".
وقال سفير عمّان في لندن، عمر النهار، لوسائل إعلام محلية، إنَّ عدد الأردنيين المُسجّلين بالسفارة بلغ 2834 شخصاً في مارس/آذار، معظمهم من الطلاب.
سيشمل نظام تصريح السفر الجديد حوالي 3 ملايين فلسطيني يحملون الجنسية الأردنية الدائمة، لكنه لن يضم الفلسطينيين في القدس المحتلة والضفة الغربية، الذين يحملون جوازات سفر أردنية مؤقتة.
وفي حال نجاح تطبيق نظام تصاريح السفر الإلكترونية، فسيكون صالحاً لمدة عامين ولعدة زيارات قصيرة. ومن أجل الزيارات الأطول، تبلغ تكلفة تأشيرة الإقامة لمدة 6 أشهر نحو 127 دولاراً، بينما تبلغ تكلفة التأشيرة لمدة عامين 478 دولاراً.
وقالت سفارة المملكة المتحدة في عمّان: "تقدّر المملكة المتحدة حقاً علاقتها مع الأردن، ونحن ندرك أهمية تسهيل السفر إلى المملكة المتحدة لزيادة الفرص".
وأضافت السفارة: "هذا يدل على التزامنا بتقوية علاقاتنا وتعزيز السياحة. ويمكن أن يساعد هذا أيضاً في خلق فرص العمل، وتحفيز النمو الاقتصادي، وزيادة الإيرادات لصناعة السياحة".
ومنذ مغادرة الاتحاد الأوروبي في يناير/كانون الثاني 2020، سعت حكومة المملكة المتحدة إلى معالجة نقص العمالة في قطاعات الرعاية الصحية والطيران والنقل.
من جانبه، قال علي القدومي، مستشار قانوني مقيم في لندن، إنَّ من المستبعد أن يحاول الأردنيون طلب اللجوء في المملكة المتحدة.
وأضاف لموقع Middle East Eye: "عدد سكان الأردن صغير نسبياً، إذ يبلغ 11 مليون شخص. وليس لدى حكومة المملكة المتحدة ما يدعوها للقلق بشأن فتح الباب للأردنيين".
كما أوضح القدومي "أعتقد أنَّ من بين العوامل الأخرى التي شجّعت على هذا القرار هي العلاقات الودية بين العائلتين الملكيتين في الأردن وبريطانيا. وتمتُّع الأردن بأمن مستقر في منطقة مضطربة".
وقال محمد المومني، النائب الأردني ورئيس لجنة العلاقات العربية والخارجية، إنَّ الإعفاء من التأشيرة "يؤكد الثقة البريطانية في الأردن ومؤسساته، ويعكس تاريخ العلاقة بين البلدين".
وتلقت عمان 825.7 مليون دولار من المساعدات الخارجية على مدى السنوات الخمس الماضية، وفقاً لوزارة التخطيط الأردنية. وتبلغ قيمة التبادل التجاري بين الأردن والمملكة المتحدة 812.7 مليون دولار سنوياً.
حالياً، يتعين على الرعايا البريطانيين الذين يزورون الأردن دفع تأشيرة عند الوصول بقيمة 56 دولاراً.
وأكدت السفارة الأردنية "أنَّ أي جهد يؤدي إلى علاقة أردنية بريطانية أكثر صلابة سيكون بنداً على جدول الأعمال الثنائي".