قالت أمل عدرا، إحدى حفيدات السلطان عبد الحميد الثاني الذي حكم الدولة العثمانية في الفترة ما بين 1867 و1909، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "كنز لتركيا وأفتخر به وهو بعشرين رجلاً وأعاد الاعتبار لعائلة السلطان عبد الحميد الثاني"، وفق ما صرحت به لوكالة الأناضول.
حسب تقرير للوكالة نُشر الخميس 22 يونيو/حزيران 2023، فإن أمل عدرا متزوجة من محمد كريمة ولديها ثلاثة أولاد، وهي حفيدة الجيل الرابع من سلالة السلطان عبد الحميد الثاني، تروي للأناضول قصة عائلتها من النفي إلى عودتها لتركيا الحديثة.
يعود نسب أمل، وهي في العقد السابع من عمرها، إلى جدها الأمير العثماني محمد سليم أفندي، وهو الابن الأكبر للسلطان عبد الحميد الثاني من زوجته الثالثة بدر فلك قادين.
وُلِدَ محمد سليم في قصر دولمة باهجة في مدينة إسطنبول عام 1870 خلال حكم والده الخليفة عبد الحميد الثاني، وكان لديه ابن هو محمد عبد الكريم أفندي وابنة هي أمينة نميكا أسين جدة أمل.
ومع انهيار الدولة العثمانية وقيام الجمهورية التركية في 1923، تمّ نفيه إلى لبنان وتحديداً مدينة جونية (شمال بيروت) وظل فيها إلى أن توفي عام 1937، وجرى نقل جثمانه ودفنه في مسجد السلطان سليم بمدينة دمشق.
رحلة المنفى بعد انهيار الدولة العثمانية
في رحلة المنفى تتذكر أمل بعض الروايات قائلةً للأناضول: "وصلت العائلة إلى بيروت عام 1924، ومن ثم انتقلت إلى منطقة جونية بسبب ضغط الزائرين، خاصة أننا لم نكن في حالة تسمح لنا بالتحدث عن أوضاعنا".
تذكر حفيدة السلطان عبد الحميد أن جدتها أمينة سافرت بعد ذلك إلى باريس، حيث حصل جدها على عمل في فرنسا واستطاع أولادهما إكمال تعليمهم هناك. و"عندما بلغت أمي (فادية ابنة أمينة) سن الـ18 من العمر تخوفت العائلة من أن تتزوج من غير المسلمين فعادوا إلى لبنان حيث انتقلوا إلى مدينة طرابلس (شمال) للبحث عن مدرسة"، تضيف أمل.
كما تؤكد أن "الكثير من العائلات العريقة في العاصمة اللبنانية أمثال آل الداعوق دعونا إلى الإقامة في بيروت؛ لأننا من سلاسة العثمانيين، إلا أننا رفضنا وذهبنا إلى طرابلس؛ لأنها من المدن المحافظة وأكثريتها مسلمون، لذا من السهل أن تجد أمي زوجاً من دينها".
في 1952، كما تتابع أمل، "لم يسمحوا لأحد بالذهاب إلى تركيا سوى للنساء، فسافرت جدتي أمينة، ولكن لم تسطع رؤية أولادها حتى 1972، حيث عاشوا في منزل بسيط جداً".
آنذاك تشبثت الأسرة بلغتها، إذ تقول حفيدة السلطان عبد الحميد: "عندما كنا أطفالاً كانت جدتي تعلمنا اللغة التركية للتحدث في ما بيننا ليعلم الزائرون لمنزلنا في طرابلس أننا أتراك رغم أنها كانت تتحدث اللغتين الفرنسية والعربية".
إشادة حفيدة السلطان عبد الحميد الثاني بأردوغان
أشادت أمل عدرا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقالت إنه "كنز لتركيا وأفتخر به وهو بعشرين رجلاً وأعاد الاعتبار لعائلة السلطان عبد الحميد الثاني وجمع شملها في إسطنبول عام 2018".
كما تابعت أن "الرئيس أردوغان عمل على تطوير تركيا وعمله منتشر في كل زاوية، وغيره لم يقدم شيئاً لتركيا، خاصة أنني زرت تركيا عدة مرات بين 1955 و1957 ولم تكن كما هي اليوم".
والدمع في عينيها تعرب أمل عن حزن شديد لعدم وجود والدتها وجدها بينهم أثناء تكريمهم من قِبل الرئيس التركي (أردوغان) عام 2018 في إسطنبول، "فقد ماتوا مكسوري الخاطر". وتعبر عن شكرها للرئيس أردوغان، مشددةً على أنه "جمع العائلة ونظر لحالهم ولم يتركهم أبداً".
بالنسبة لما حدث في 2018، توضح بقولها: "زرت تركيا عام 2018 عندما تلقينا دعوة من الرئيس أردوغان في الذكرى المئوية لوفاة السلطان عبد الحميد الثاني، فهو يريد التعرف على العائلة، وذهبت مع عائلتي كلها".
كما قالت حفيدة السلطان عبد الحميد: "استعدت وعائلتي الجنسية التركية منذ 6 سنوات بعد أن زارنا أحد موظفي السفارة سائلاً عن حالنا وإذا كنا بحاجة إلى أي شيء عارضاً علينا استعادة جنسيتنا".
أضافت: "بعد ذلك قدمت الأوراق أنا وعائلتي وفوراً حصلنا عليها (الجنسية)، وفي سفارة أنقرة ببيروت استقبلونا استقبالاً لائقاً واستثنائياً بمحبة وتقدير لم نكن نشعر بهما من قبل"، وفقاً لأمل.
برقية احترام ومحبة
عبر برقية، هنأت حفيدة السلطان عبد الحميد الثاني الرئيس أردوغان بإعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة تستمر خمس سنوات في انتخابات 28 مايو/أيار الماضي.
فور إعلان النتائج، كتبت أمل في البرقية بخط يدها: "سيدي الرئيس، أنا حفيدة السلطان عبد الحميد الثاني من الجيل الرابع، أهنئكم على الفوز في الانتخابات مجدداً".
أضافت في البرقية التي حصلت الأناضول على نسخة منها: "أدعو لك دائماً، وفقكم الله. أبعث لك عميق احترامي ومحبتي.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". وفي تلك الانتخابات، حصد الرئيس أردوغان 52.18 بالمئة من الأصوات، مقابل 47.82 بالمئة لمرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو.