ردت بكين على وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن لنظيره الصيني شي جين بينغ بأنه "دكتاتور"، قائلة إن التصريحات كانت "سخيفة واستفزازية" وتمثل "تصعيداً غير متوقع"، في أعقاب محاولات من الجانبين لتقليص التوترات، بحسب تصريحات للخارجية الصينية، الأربعاء 21 يونيو/حزيران 2023.
والثلاثاء 20 يونيو/حزيران، قال بايدن في حفل لجمع التبرعات بكاليفورنيا، إن "شي" شعر بالحرج الشديد حين أسقطت الولايات المتحدة بالوناً مشتبهاً في تجسسه لصالح الصين، بالمجال الجوي الأمريكي في وقت مبكر من هذا العام.
وأدلى بايدن بتصريحاته بعد يوم واحد فقط من إتمام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارة للصين استهدفت تحقيق الاستقرار في العلاقات، التي تقول بكين إنها في أدنى مستوياتها منذ إقامة العلاقات الرسمية في عام 1979. في حين قال بلينكن إنه يجب طي صفحة إسقاط بالون التجسس الصيني.
وقال بايدن في التصريحات ذاتها، "السبب الذي جعل شي جين بينغ منزعجاً للغاية عندما أسقطت ذلك المنطاد بما عليه من معدات تجسس، هو أنه لم يكن يعلم أنه كان موجوداً هناك".
أضاف: "هذا مصدر إحراج كبير للدكتاتوريين. عندما لا يعرفون ما يحدث. لم يكن من المفترض أن يذهب هذا (المنطاد) إلى هناك. لقد خرج عن المسار"، كما قال بايدن إن الصين "تواجه صعوبات اقتصادية حقيقية".
تعتبر تصريحات بايدن تلك عن الزعيم الصيني الأكثر مباشرة من بين تصريحات بايدن.
"سخيفة للغاية"
من جانبها، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، تصريحات بايدن بأنها "سخيفة للغاية" و"غير مسؤولة"، وقالت في إفادة صحفية إنها تنتهك بشكل خطيرٍ الحقائق والبروتوكول الدبلوماسي والكرامة السياسية للصين، مضيفةً: "إنها استفزاز سياسي صريح".
من جانب آخر، حين سئل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، عما إذا كانت تعليقات بايدن ستؤثر على الزيارات المستقبلية للمسؤولين الأمريكيين والصينيين، قال إن واشنطن ما زالت تتوقع التواصل "حين يكون الوقت مناسباً".
وقال باتيل: "يعتقد الرئيس أن الدبلوماسية… طريقة مسؤولة لإدارة التوترات وتوضيح المفاهيم الخاطئة وتجنب الحسابات الخاطئة، وكل هذا في مصلحتنا… هذا لا يعني بالطبع أننا لن نكون صريحين ومباشرين بشأن خلافاتنا".
والإثنين 19 يونيو/حزيران، التقى وزير الخارجية الأمريكي بلينكن بالرئيس الصيني، واتفق الطرفان على تحقيق الاستقرار في التنافس الشديد بين واشنطن وبكين؛ حتى لا ينحرف إلى صراع، لكنه فشل في تحقيق أي تقدم كبير في القضايا مثار الخلاف بين الجانبين خلال زيارته النادرة للصين.
واتفقا على مواصلة الحوار الدبلوماسي وقيام المسؤولين الأمريكيين بمزيد من الزيارات للصين في الأسابيع والأشهر المقبلة.
ورغم تصريحات بايدن عن الزعيم الصيني، فإنه قال عقب زيارة بلينكن للصين، إنه يعتقد أن العلاقات بين البلدين تسير على الطريق الصحيح، وأشار إلى أنه تم إحراز تقدم خلال رحلة بلينكن.