لن يحتفل جميع المسلمين في بريطانيا بعيد الأضحى في اليوم نفسه هذا العام، وذلك لأول مرة، بعد أن قرر مسجد شرق لندن الاحتفال بعيد الأضحى الأربعاء 28 يونيو/حزيران، في حين أن مسجد مانشستر المركزي سيحتفل بأول أيام العيد الخميس 29 يونيو/حزيران، بحسب ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 21 يونيو/حزيران 2023.
جاء ذلك بعد أن نصحت مجموعة من علماء المسلمين بأن تعتمد تواريخ الاحتفالات بعيد الأضحى في بريطانيا، بدلاً من الاعتماد على ظهوره في السعودية، حيث كان يضمن احتفال مسلمي بريطانيا في أيام العيد نفسها بالسعودية.
يشار إلى أنه يصعب رؤية الهلال في كثير من الأحيان في سماء بريطانيا بسبب السحب الكثيفة، مما يجعل مسلمي بريطانيا معتمدين على الهيئات الدينية في الخارج لتحديد تواريخ التقويم الهجري. ويعتمد بعضهم على رؤية الهلال في أقرب بلد مسلم، وهو المغرب، الذي يقع في المنطقة الزمنية نفسها لبريطانيا، لكن آخرين يفضلون الاعتماد على أحكام السعودية، موطن الحرمين الشريفين، والتي تسبق بريطانيا بساعتين خلال التوقيت الصيفي.
قد يؤدي هذا إلى احتفال المسلمين في المملكة المتحدة بالعيد في أيام مختلفة إذا شوهد الهلال بالسعودية في يوم سابق لرؤيته في بريطانيا أو المغرب.
تبرير الاتجاه الجديد
يقول العلماء الذين يؤيدون هذه الخطوة، إن غالبية مسلمي بريطانيا اعتمدوا حتى منتصف ثمانينيات القرن الماضي، على رؤية الهلال في المغرب، لكنهم انتقلوا إلى الاعتماد على السعودية لـ"أغراض التيسير"، لأن الأمر كان يستغرق وقتاً طويلاً للحصول على الأخبار المتعلقة برؤية الهلال في المغرب عبر "الهواتف الأرضية وأجهزة الفاكس".
وأوضحوا: "لقد حققنا قفزات كبيرة على صعيد التكنولوجيا والاتصالات. ومن ثم نحصل على المعلومات من المغرب في غضون ساعة من غروب الشمس على أقصى تقدير. ليست هناك صعوبات أخرى".
أضافت المجموعة: "يجب بذل كل الجهود في المملكة المتحدة في اليوم التاسع والعشرين من كل شهر هجري لمحاولة رؤية الهلال بالعين المجردة. وإذا استنفدنا كل الجهود، فسوف نحصل على تقارير رؤية الهلال من أقرب البلاد الإسلامية مثل المغرب، التي تقع في المنطقة الزمنية نفسها أو بالقرب منها، والتي لديها نظام دقيق لرؤية الهلال".
وقال قارئ عاصم، الإمام الذي ينحدر من ليدز والذي لم يكن ضمن هذه المجموعة، إن بعض المسلمين الأكثر "اتفاقاً أيديولوجياً مع السعودية" قد يرون أنها "خطوة كبيرة" للتغيير"، لكنه أوضح أن هناك "حركة ترى أن الناس يجب أن تتبع الرؤية في المملكة المتحدة".
وأضاف: "يبدو حقاً أن هناك انقساماً بين الشمال والجنوب. يميل الناس في الجنوب إلى أن يسيروا مع إعلان السعودية بسبب السهولة واكتشاف الرؤية في وقت مبكر من اليوم (قبل الغروب). وفي الشمال، يميل الناس أكثر إلى اتباع الرؤية المغربية".