ما زالت تتكشف تفاصيل مروعة عن حادث تحطم القارب الذي كان يحمل مئات المهاجرين قبالة سواحل اليونان، حيث قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 18 يونيو/حزيران 2023، إن الباكستانيين تعرضوا للتمييز على متن السفينة، ويُخشَى أن يكون المئات منهم قد لقوا حتفهم. في الوقت الذي تتزايد فيه التساؤلات حول ما إذا كان خفر السواحل اليوناني "يخفي" دوره في المأساة.
مع وجود ما يقرب من 500 شخص ما زالوا مفقودين تشير الروايات الجديدة من الناجين إلى أنَّ النساء والأطفال قد أُجبِروا على السفر في مقصورة الشحن، وأنَّ جنسيات معينة حُكِم عليها بالبقاء في الجزء الأخطر من سفينة الصيد.
التمييز بين جنسيات المهاجرين
تقول الصحيفة البريطانية إنه وفقاً لشهادات مُسرَّبة، رواها الناجون لخفر السواحل، أُجبِر الباكستانيون على الهبوط تحت ظهر القارب، مع السماح لجنسيات أخرى بالتواجد على السطح العلوي، حيث كانت لديهم فرصة أكبر للنجاة من انقلاب القارب.
كما تشير الشهادات إلى أنَّ النساء والأطفال كانوا "محبوسين" فعلياً في مقصورة الشحن، على ما يبدو، ليكونوا "محميين" من الرجال على السفينة المكتظة. بدورها، عَلِمَت صحيفة The Observer، أنَّ الباكستانيين احتُجِزوا أيضاً تحت سطح السفينة، حيث أساء أفراد الطاقم معاملتهم عندما ظهروا للبحث عن المياه العذبة أو محاولة الفرار.
لا يُعتقَد أنَّ من بين الناجين نساء أو أطفالاً، بينما تشير التقارير الواردة من باكستان، يوم السبت 17 يونيو/حزيران، إلى أنَّ المئات من مواطنيها ربما لقوا حتفهم عندما غرقت سفينة الصيد الصدئة قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز. وذكرت وسائل إعلام محلية أنَّ ما لا يقل عن 298 باكستانياً قُتِلوا، 135 من الجانب الباكستاني من كشمير.
بينما أشار أحد التقديرات إلى أنَّ نحو 400 باكستاني كانوا على متن القارب. وأكدت وزارة الخارجية في البلاد حتى الآن أنَّ 12 فقط من الناجين البالغ عددهم 78 هم من باكستان.
تناقض في الروايات
كانت الظروف على متن القارب قاتمة للغاية، لدرجة أنه حتى قبل غرقه وقعت بالفعل 6 وفيات بعد نفاد المياه العذبة.
إذ قالت نوال صوفي، اختصاصية اجتماعية وناشطة مغربية إيطالية، إنَّ الركاب كانوا يطلبون المساعدة قبل يوم من غرقها. وأضافت: "يمكنني أن أشهد أنَّ هؤلاء الناس كانوا يطلبون إنقاذهم من أية سلطة".
تتناقض روايتها مع رواية الحكومة اليونانية، التي قالت إنَّ الركاب أبلغوا خفر السواحل بأنه لم يُقدَّم أي طلب للمساعدة، لأنهم أرادوا الذهاب إلى إيطاليا. وتشير شهادة جديدة أيضاً إلى أنَّ محرك السفينة قد تعطل قبل أيام من غرقها؛ ما يُرجِّح أنَّ الطاقم طلب المساعدة.
سُجِّلَت شهادة أحد المهاجرين، التي أدلى بها إلى خفر السواحل المشرفين على التحقيق في الكارثة، والتي قال فيها: "بدأنا الرحلة فجر يوم الجمعة (9 يونيو/حزيران). كان حوالي 700 منا على متن السفينة، وسافرنا لمدة ثلاثة أيام ثم تعطل المحرك".
بعد أربعة أيام من وقوع إحدى أسوأ الكوارث في البحر المتوسط في السنوات الأخيرة، فإنَّ التناقض في الروايات ليس سوى واحد من سلسلة من الأسئلة العالقة، بما في ذلك ما دفع السفينة للانقلاب.
مما يثير القلق الادعاءات التي تقول إنَّ القارب انقلب في الساعات الأولى من يوم الأربعاء، 14 يونيو/حزيران؛ لأنَّ خفر السواحل ربطوه بحبل، وهي مزاعم ينفيها المسؤولون اليونانيون.
هناك أيضاً تساؤلات حول ما إذا كان ينبغي لخفر السواحل اليوناني التدخل في وقت سابق لمرافقة سفينة الصيد القديمة إلى بر الأمان. وأكد مسؤولون حكوميون أنَّ زوارق الدورية وسفن الشحن تتعقب السفينة منذ ظهر الثلاثاء، 13 يونيو/حزيران.