قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، السبت، 17 يونيو/حزيران 2023، إن الوضع في البلاد "كارثي"، والخرطوم "تشهد دماراً كاملاً"، في الوقت الذي شهدت العاصمة مقتل 17 شخصاً، بينهم أطفال، في قصف جوي واشتباكات متواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال عقار، والذي عيّنه رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، في منصب النائب، خلفاً لمحمد حمدان دقلو (حميدتي)، بعد شهر من بدء الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع، أن "الوضع في السودان الآن كارثي، والجيش يواصل القتال حتى النصر.. دمار كامل في العاصمة الخرطوم، وقوات الدعم السريع تحتل المناطق السكنية".
جاء ذلك في جلسة نقاشية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بالعاصمة القاهرة، نقلتها فضائيات إعلامية، أكد فيها أن "مبادرة جدة توقفت".
وأوضح عقار أن "انهيار السودان يعني انهيار القرن الإفريقي بشكل كامل، ولابد من إنهاء الحرب، لكن بشرط أن يكون للسودان جيش واحد فقط يدافع عنه".
وأشار عقار إلى أن "الجيش يتعامل مع مبادرات التهدئة، لكن لن يقبل باحتلال السودان، ولا يمكن تنفيذ التحول الديمقراطي في البلاد من خلال البندقية".
وتابع: "الدعم السريع احتل مواقع كانت تحت حمايته، مثل القصر الرئاسي، ولم يسيطر عليها كما يروّج، والجيش سينتصر في هذه المعركة، وهو يقاتل لكسب الحرب، ونحن واثقون من ذلك".
واستطرد: "قوات الدعم السريع تتخذ من المدنيين دروعاً بشرية، وتتعامل مع البلاد كأنها كيان خاص".
ومنذ 6 مايو/أيار، ترعى السعودية والولايات المتحدة محادثات بين الجيش و"الدعم السريع"، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة، وقع خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات.
من جهتهم، طالب "المدافعون العرب لحقوق الإنسان"، بضرورة "إعلان ميليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية، ارتكبت وترتكب الجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية منظمة، وذلك لضمان إنفاذ القانون الدولي لاحترام حقوق الإنسان بما يحقق العدالة والمساواة لجميع الدول والمجتمعات الإنسانية".
ودعا بيان صادر عن المجموعة المدنية إلى "تفعيل المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تمنح الدول فرادى أو جماعات، حق الدفاع عن نفسها في حالة تعرضها لهجوم مسلح، وبالتالي التعاون مع السودان لحماية مواطنيه من هذه الميليشيا".
يوم عنيف على الخرطوم
ومنذ منتصف أبريل/نيسان، تشهد الخرطوم ومدن أخرى اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين.
وأعلنت السلطات الصحية في السودان، السبت مقتل 17 شخصاً بينهم أطفال، إثر ضربة جوية جنوبي الخرطوم، في الوقت الذي يشهد فيه عدد من المناطق في العاصمة اشتباكات بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة مع تحليق مكثف للطيران الحربي.
إذ كتبت إدارة الصحة في العاصمة بمنشور على صفحتها في "فيسبوك": "تعرضت منطقة اليرموك بمنطقة مايو جنوب الحزام لقصف جوي سقط على إثره عدد من الضحايا المدنيين".
وأضافت: "التقديرات الأولية لمجزرة اليرموك تشير إلى سقوط 17 قتيلاً من بينهم 5 أطفال ونساء ومسنون، كذلك تم تدمير 25 منزلاً".
كما أفاد شهود و"لجان المقاومة" في جنوب الخرطوم، وكالة فرانس برس، بتعرّض منطقة اليرموك إلى "قصف جوي سقط على إثره عدد من الضحايا المدنيين".
وأكد شهود وقوع "اشتباكات بكل أنواع الأسلحة" في جنوب العاصمة، و"قصف صاروخي وبالمدفعية الثقيلة"، مصدره ضاحية أم درمان بشمال الخرطوم.
وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 2000 شخص وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث، وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أن الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.